هذا المواطن المصري الفريد من نوعه تحول إلى عبرة للمعتبرين، بعد أن أصبح سجينا، وهو الذي كان ينافس أخاه على خلافة والدهما "الريّس" الميت سياسيا الآن، والذي تتضارب الأنباء بشأنه وفاته السريرية..
وبعيدا عن قصر الرئاسة الذي تربى فيه "المواطن علاء"، وتمنى أن يبقى فيه إلى أن يلقى ربه، تربى مواطن مصري آخر اسمه عبد الله، كان والده مسجونا في عهد الرئيس المصري المخلوع، ولولا لطف الله، وحكمته وتدبيره، ما كان عبد الله ليستيقظ يوما وقد أصبح والده محمد مرسي مرشحا للرئاسيات المصرية، ثم رئيسا لأكبر بلد عربي من حيث تعداد السكان..
المواطن عبد الله لا يفكر في خلافة والده الذي بلغ من الكبر عتيا، بل يفكر أكثر في ما ينبغي على والده القيام به من أجل الوطن والأمة، ولذلك فقد وجه رسالة إلى والده "الريّس" الجديد محمد مرسي قال له فيها: "نطيعك ما اطعت الله فينا، ونعصيك ما عصيت الله فينا"، مضيفا: "..ونثور عليك إن خالفت الثورة وأهدافها، ونثور عليك إن لم تأت بحق الشهداء والمصابين ".
وإذا كان متتبعون قد اعتبروا تلك الرسالة تفيد أن الرقابة على أداء رئيس مصر الجديد ستبدأ من داخل منزله، والتقويم لاعوجاجه سينبعث من ذات أسرته، فإن المأمول أن يرتقي مرسي إلى مصاف الرؤساء الزعماء القادرين على إخراج بلادهم من أنفاق الأزمات إلى نور الإنجازات، كما ارتقى ابنه ـ ولو ظاهريا ـ إلى مصاف الأبناء الأبرار الذين يكونون نعم العون لآبائهم، ولم يكن مثل أولئك الأبناء الذين كانوا يتقاتلون على إرث والدهم الرئيس، ليجدوا أنفسهم، معه، خلف قضبان السجن، وبئس المصير البئيس..