قالت دراسة أمريكية حديثة أن "الإقلاع عن استخدام بعض
مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر والفايسبوك أصعب من الإقلاع عن التدخين
والكحول.
معد الدراسة التي أجريت على قوة مقاومة الناس رغباتهم المسمى
ويلهلم هوفمان قال إن "الحياة المعاصرة عبارة عن رغبات متوافقة يقابلها صراع
متكرر لمقاومتها وقد تكون هذه المحاولات غالبا فاشلة"، مضيفاً: "تبين
أنه مع مرور النهار فإن الإرادة الإنسانية تضعف تدريجياً وأن إرادة الإنسان كانت
أقوى في مقاومة رغبة ممارسة التمارين الرياضية والرغبة الشرائية".
وحسب هوفمان "الفهمان" فإن "مقاومة
التواصل الاجتماعي صارت في غاية الصعوبة لسهولة الوصول إليها وتوافر الأجهزة
الذكية ولأنها لا تكلف كثيراً من المال ورغم أن التدخين والكحول الأكثر استهلاكًا
للمال عبر مرور السنوات فإن الإنسان أكثر عرضة للاستسلام للتواصل مع الآخرين عبر
مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة سريعة بين الفينة والأخرى في النهار
الواحد".
وكنا نتمنى نحن الذين نعتقد أننا نفهم أكثر من هوفمان أن
تكون نتائج دراسته تنطبق على مجتمعه الغربي وحده، وأن تكون مخالفة لواقعنا في
مجتمعنا "الأصيل"، ولكن واقعنا يبدو أكثر بؤسا من واقعهم، وإدمان شبابنا
على الفايس ـ بوك أنساهم "خاوتهم"..
انظروا كيف صار الشاب الجزائري "الحلو" يقضي
ساعات طويلة يتحدث إلى أشخاص يبعدون عنه بعشرات أو مئات، وربما آلاف الكيلومترات،
لا يعرف حتى أسماءهم الحقيقية، وربما لا يعرف حتى إن كانوا ذكورا أو إناثا مثلما
يدعون، ولا يتحمل بالمقابل دقيقة واحدة من الوقوف في مواجهة أخيه والحديث معه،
وينسى أن "الفايس ـ خوك" أولى من "الفايس ـ بوك"، وأن
"بوه" ـ والده ـ يستحق أن يتحادث معه ـ إن كان على قيد الحياة ـ وقتا
أطول من الوقت الذي يقضيه متحدثا إلى أشباه الأصدقاء الذين تعرف عليهم افتراضيا،
جالبا لنفسه إدمان الفايس.. وآلاف المصائب والأمراض..
ولا يحتاج المرء إلى سماعات ليدرك
حجم الأوبئة و"البلاوي" الناتجة عن إدمان مواقع "اللاتواصل
الاجتماعي"..