أخطر أعداء سلال
ـ الشيخ بن خليفة ـ
استقبل كثيرون تعيين عبد المالك
سلال وزيرا أولا، خلفا لأحمد أويحيى، يوم الإثنين 3 سبتمبر 2012، بالارتياح، وقال
البعض أن الرجل "خدّام" و"نزيه"، وهما صفتان نادرتان، للأسف
الشديد، في مسؤولي "آخر الزمان" الذي نعيشه، وقال آخرون أن الرجل غير
متحزب، وهو ما يعني أنه لم يتلوث كثيرا بقذارات السياسة و"تخلاطها" وألاعيبها،
على الرغم من اقترابه الشديد من السياسيين خلال ممارسته للعديد من المسؤوليات.
وإذا كان الرجل قد "شبع
مسؤولية"، من خلال تدرجه من وظائف إدارية عادية، إلى وال للجمهورية، إلى وزير
دولة، إلى وزير أول، فإنه مطالب اليوم بإثبات "شبعه"، من خلال الحرص على
نزاهة طاقمه الحكومي، ومطالب أيضا بأن "يشبع" الجزائريين، ليس وعودا
ملّوا سماعها، وإنما برامج ومشاريع تساهم في تغيير حياتهم إلى الأفضل..
ومن دون شك، فإن الفساد هو أخطر
أعداء سلال وطاقمه الحكومي، على الإطلاق، فالظاهرة بلغت مستويات غير مسبوقة، وصار
المفسدون يمتلكون من الوقاحة والجرأة ما يجعل بعضهم يعتقدون أنهم خارج دائرة
الحساب والعقاب، وإن أراد سلال، ومن معه، ألا يخيبوا أمال الشعب المعلقة عليهم،
فعليهم أن يجعلوا مكافحة الفساد على رأس أولوياتهم..
سلال قال، في أول تصريح إعلامي له
بعد تعيينه وزيرا أولا أنه يضع على عاتقه مهمتي إنجاح إصلاحات الرئيس وتجسيد
برنامجه، ولا شك أنه يعلم أن النجاح في المهمتين المذكورتين يمر حتما بقطف رؤوس
الفساد والإفساد والضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين والمفسدين.
قد يكون الأمر صعبا جدا، ولكن على
الرجل، ومن معه من المتشرفين بالاستوزار المكلفين بخدمة الجزائر والجزائريين، أن
يدركوا أن القضاء على الفساد، أو على الأقل الحد منه، أو محاولة الحد منه ـ وذلك
أضعف الإيمان الحكومي ـ هو أقل ما يمكن أن يقدموه لجزائر مات من أجل استقامة
أمورها وصلاح أحوالها الملايين، وأدنى ما يمكن أن يكافئوا به شعبا "صبر"
على الفساد شهورا وسنين، وهو يأمل أن يكتب الله للجزائر الطهارة من دنس الفاسدين
والمفسدين مثلما كتب لها من قبل التطهر من الفرنسيين المستدمرين المجرمين..
وعلى الجزائريين أن يدعوا بالتوفيق
والسداد لسلال وفريقه في خدمة الجزائر.. وينتظروا ليروا ما سيفعل الرجل ومن معه،
ليحكموا على الحكومة الجديدة..