-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

نحب عطر الورد.. لكن السنابل منه أطهرْ

إنا نحب الورد.. لكن السنابل منه أطهرْ

إنه "تاخير الزمان" فعلا ـ بالتعبير الشعبي الجزائري الذي يردد بعض كبار السن عندنا ـ فما أكثر ما يثبت أننا في "آخر الزمن" وأن ساعة النهاية، نهاية العالم، قد اقتربت فعلا، ومن آخر "عجائب الدنيا" أن يشعر بعض المحسوبين على بني البشر بالأسى على حيوانات تعيش بالأراضي الفلسطينية المحتلة قيل أنها أصيبت بالاكتئاب نتيجة سقوك بعض صواريخ المقاومة الفلسطينية الشريفة على بعض المغتصبات الصهيونية، وعدم شعورهم بشيء حيال أشلاء أطفال فلسطين المساكين.. 

نحن نحب حيواناتكم أيها الصهاينة، كما نحب كل الحيوانات، خصوصا حين نتذكر أنها أشرف وأطهر منكم.. لكننا نحب الفلسطينيين أكثر من حيواناتكم.. ومثلما قال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش: إنا نحب الورد / لكنا نحب القمح أكثرْ / ونحب عطر الورد / لكن السنابل منه أطهرْ.

وقد أحسن الكاتب أحمد مصطفى الغـر حين علق على هذه "المغريبة" في مقال له تحت عنوان اكتئاب الحيوان وقتل الانسان جاء فيه:

 بينما يقتل العشرات من الفلسطينين من سكان قطاع غزة المحاصر سواء نتيجة القصف المباشر أو تحت انقاض المنازل، وبينما تستقبل المستشفيات يوميا دفعات جديدة من الجرحى مع إختلاف أعمارهم وحالاتهم، نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست " الإسرائيلية مقالاً لأحدى الصحفيات العاملات بها تتحدث فيه عن حالات هلع وخوف وإكتئاب أصابت الحيوانات الاليفة التى يقتنيها سكان جنوب الكيان الصهيونى، فأصوات التفجيرات نتيجة سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية وأصوات صافرات الانذار التى تدوى من حين لأخر تسبب قلقاً وخوفاً لتلك الحيوانات، وطبعاً أصحابها على حد السواء، فهما مشتركان فى نفس الشعور بالخوف والقلق، لكن ثمة فرق بينهما أن الاولى أليفة والثانية متوحشة! 

بحسب "شارون يودسين" الصحفية التى كتبت عن هذا الموضوع على حسابها على تويتر، فالحيوانات مصدومة!، وقد قرأت مقالا بالانجليزية لها أيضا تحدثت فيه عن أن مئات من التعليقات المعادية على الشبكات الاجتماعية قد وصلت إليها تسخر وتنتقد ما كتبته، وانا شخصيا لا أعرف اذا كان الأمر قد يحتاج الى مزيد من السخرية والانتقد لما كتبت عنه هذه الصحفية أم لا، خاصة وأن البعض يعتبر تغطيتها للأمر يعد ـ من الناحية الصحفية ـ أمر جيد، أن تقوم بتغطية الحرب بصورة مختلفة، لكن المشكلة هنا أنه لا قيمة للحديث عن الحيوانات التى تصاب بالاكتئاب فى ظل بشر يموتون بأطنان المتفجرات التى يقذفها الطيران الإسرائيلى يوميا على قطاع غزة، الصحفية دعت أصحاب الحيوانات إلى توفير الماء والغذاء لحيواناتهم مع وضعهم فى أماكن آمنة حفاظا على حياتهم من التهديد ومن صوت صافرات الانذار، لكنها نست أو ربما تناست أن تطلب من القادة الصهاينة عدم قصف الاطفال الابرياء أو حتى السماح لمنظمات الاغاثة الاسلامية والعربية أن تتمكن من إدخال الماء والغذاء والمعونات الطبية والدوائية للمرضى والمصابين من أهالى القطاع. 

باسم حقوق الانسان تتدخل الدول الكبرى فى شئون غيرها، وتنأى بنفسها أحيانا وتغض الطرف عن جرائم كثيرة تحدث فى دول ومناطق أخرى، فمثلا إذا شككت فى محرقة النازى لليهود فأنت متهم بإنكار المحرقة وهذه تهمة تكفى لسجنك وسلبك حريتك وتغريمك وأحيانا إنتقاص بعض حقوقك مستقبلاً من إبداء رأيك فى أى صحيفة أو إذاعة أو قناة فضائية، فى حين أنه إذا كانت تحدث مجازر بحق فئة من البشر كتلك التى كانت ومازالت مستمرة فى "بورما" ضد مسلمى الروهينجا فلن يلتفت إليك أحد، فهذا شأن داخلى!، لو تحدثت عن مجازر وحصار وقتل وتشريد وتجريد الفلسطينين من منازلهم وتجريف أراضيهم.. يكون الرد: هذا شأن خاص بصراع تاريخى وأن ما تفعله إسرائيل أمر داخلى يتعلق بأمنها القومى، ذاك الأمن الذى يتعهد كل رئيس أمريكى أو حتى مرشح رئاسى بالحفاظ عليه، وباسم حقوق الحيوان أيضا تتدخل الدول والمنظمات فى كثير من الشئون المتعلقة بالمجتمعات، فذبح الأضاحى فى نظر بعض المنظمات جريمة يتم إرتكابها بحق الحيوانات، يعتبرون ذلك وحشية من المسلمين، لكنهم يغضون الطرف عن الطريقة التى يقتل بها مصارعى الثيران ثيرانهم بإدخال "سيخ حديدى" فى رأس الثور، أو حتى الطريقة المتبعة لقتل الدجاج فى بعض مطاعم الدول الغربية من خلال صعقها كهربياً، بالرغم من أن العلم أثبت لاحقاً ومتأخراً جدا أن طريقة الذبح التى يتبعها المسلمون هى الأفضل طبياً وصحياً. 

أخيرا.. يا من تحبون الحيوانات أكثر من بنى البشر، وتبحثون عن حقوق الحيوان قبل البحث عن حقوق الانسان، إليكم كلمات محمود درويش فى قصيدته "عن الصمود" يقول فيها: إنا نحب الورد / لكنا نحب القمح أكثرْ / ونحب عطر الورد / لكن السنابل منه أطهرْ.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020