"تم الاعتـراف بدولة فلسطين..
لكن؛
عدد سكان الدولة: مجهول
عملة هذه الدولة: مجهولة
حدود هذه الدولة: مجهولة
مساحة هذه الدولة : مجهولة
ما هو معلوم؛ اسم رئيس الدولة: محمود عباس"
هذا كلام واقعي جدا يردده بعض العقلاء بعد الاعتراف الأممي بدولة فلسطين كـ"مراقب" في الهيئة الأممية، ويمكن أن نضيف لهذا الكلام الواقعي أن هيئة الأمم المتحدة من أكثر هيئات العالم اليوم تفاهة، وقراراتها أضعف مليار مرة من أي قرار تصدره هيئة مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم.. ولا غرابة أن لا يشعر كثير من الصهاينة بالحرج ولا بالغضب وهم يتابعون الاعتراف الأممي بفلسطين، فالأهم عند هؤلاء أنهم يسيطرون على الأرض وينتهكون العرض، بينما يتسمر العرب والمسلمون أمام الشاشات لمتابعة هذا العرض حينا ومسلسلات "سمر" وأخواتها أحيانا..
ولكن هل هذا يعني أن ذلك الاعتراف أمر غير جدير بالتقدير؟ وأن علينا أن نواصل الغرق في بحور الأحزان، نلوم أمتنا ونهجو الزمان؟
في الواقع لا يبدو انتزاع فلسطين للاعتراف الأممي بها كدولة "مراقب" أكثر من انتصار دبلوماسي رمزي يمكن اختصار قيمته في التعبير العامي الجزائري "خير من والو"، أو "أفضل من لاشيء".. ولكنه انتصار رمزي يستحق أن نحتفل به لأننا في زمن "الأمة الصفرية"، حيث تحول العرب والمسلمون إلى مجموعة من الأصفار، ولذلك فإن ما حصل يوم التاسع والعشرين نوفمبر بالأمم المتحدة أمر أسعد العرب والمسلمين الذين يعتقدون أنهم شاركوا في صناعة انتصار، بغض النظر عن قيمته، تحقق في زمن الانكسارات والانتكاسات..
وحين يكون المرء غارقا في اليأس والهزيمة، يصبح نور الشمعة في نظره أشبه بوهج الشمس التي تنير بضوئها عدة كواكب..
• الشيخ بن خليفة