لا معتصم بيننا يا قدس!
يشعر بعض الفلسطينيين
"بالحرج" وهم يشغلون العرب بمأساتهم عن "الهرج"، وقد قال شاعر
عن ذلك..
عذراً
أيها العرب.. أشغلناكم عن الرقص والطرب..
عذرا
أيها العرب.. أتعبناكم بالدموع والغضب..
عذرا
أيها العرب.. سئمتم من صراخنا والتعب..
عذرا
أيها العرب.. ظنناكم إخوة في النسب..
عذر
أيها العرب.. فلسطين أغلى من مالكم والذهب..
العرب اليوم لا فاتح فيهم ولا معتصم..
والقدس لن تعود لأحضان أمة الإسلام، حتى يُبعث فينا رجل كالمعتصم بالله،
"يفتح" أبواب القدس مجددا، كما فتح المعتصم عمورية..
رحم الله فاتح عمورية الخليفة المسلم
المعتصم بالله الذي سجل الشاعر أبو تمام التزامه بشرع الله وبقضية المسلمين، ورفضه
للخنوع والتخاذل في قصيدة فتح عمورية التي يقول فيها:
السَّيْفُ
أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ــ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ
الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في ــ مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ
في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ًــ بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ
الشُّهُبِ
أَيْنَ
الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ــ صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً
وأحاديثاً ملفَّقة ً ـــ لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عجائباً
زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً ــ عَنْهُنَّ
في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا
الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ ـــ إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
وصيَّروا
الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً ـــ مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون
بالأمر عنها وهي غافلة ــ ما دار في فلك
منها وفي قُطُبِ
لو
بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه ــ لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ
فَتْحُ
الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ ـــ نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ
الخُطَبِ
فتحٌ
تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ ـــ وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
يَا
يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ ــ منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ
جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ ــ والمُشْرِكينَ
ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
أُمٌّ
لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا ـــ فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ
وبرْزة
ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا ـــ كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ
فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ ـــ ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ
مِنْ
عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ ـــ شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ
تشبِ
حَتَّى
إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا ـــ مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ
الحِقَبِ
أتتهُمُ
الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً ـــ منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ
جرى
لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِ ـــ إذْ غودرتْ وحشة ََ الساحاتِ والرِّحبِ
لمَّا
رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ ـــ كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من
الجَرَبِ
كمْ
بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ ــ قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ
بسُنَّة
ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه ـــ لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ
لقد
تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها للنَّارِ ـــ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ
غادرتَ
فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً ـــ يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حتَّى
كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ ـــ عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضوءٌ
منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌ ـــ وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ
فالشَّمْسُ
طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ ــ والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
تصرَّحَ
الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها ـــ عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ
لم
تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ ــ على بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
ما
ربعُ ميَّة ََ معموراً يطيفُ بهِ ـــ غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا
الخَرِبِ
ولا
الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ ـــ أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
سَماجَة
ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها ـــ عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ
وحُسْنُ
مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ ـــ جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ
لوْ
يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ ـــ لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ
مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ ـــ للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
ومُطعَمِ
النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ ــ يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
لَمْ
يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ ـــ إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ
لوْ
لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا ـــ منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ
رمى
بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها ــ ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ
مِنْ
بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا ـــ واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ
وقال
ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ ـــ للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ
أمانياً
سلبتهمْ نجحَ هاجسها ـــ ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
إنَّ
الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ ـــ دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
لَبَّيْتَ
صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ ـــكأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عداك
حرُّ الثغورِ المستضامة ِ ـــ عنْ بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
أجبتهُ
مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً ـــ وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى
تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً ـــ ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
لمَّا
رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ ـــ والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ
الحَرَبِ
غَدَا
يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها ـــ فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
هَيْهَاتَ!
زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ ـــ عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ
لمْ
يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ ـــ على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ
إنَّ
الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها ـــ يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ
وَلَّى
، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ ـــ بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في
صخَبِ
أَحْذَى
قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى ـــ يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ
موكِّلاً
بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ مِنْ خِفّة ِــ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ
إنْ
يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ ـــ أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
تِسْعُونَ
أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ ـــ جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
يا
رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ ـــ طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
ومُغْضَبٍ
رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ ـــ حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ
والحَرْبُ
قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ ـــ تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ
كمْ
نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ ـــ وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
كمْ
كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها ـــ إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ
كَمْ
أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً ـــ تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
بيضٌ،
إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ ـــ أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ
خَلِيفَة
َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ ـــ جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ
والحَسَبِ
بصُرْتَ
بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها ـــ تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
إن
كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ ـــ موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ
فبَيْنَ
أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا ـــ وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ
أَبْقَتْ
بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ ـــ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ
العَرَبِ.