لا تعاقبوا شكيب خليل..!

أوقفوا آلة الفساد..

ـ الشيخ بن خليفة ـ

قبل أيام قليلة قالت مصادر مطلعة إن التحقيقات التي تقوم بها أجهزة الأمن في الجزائر حول فضائح شركة سوناطراك ستصل إلى الكشف عن أسماء لمسؤولين آخرين متورطين في هذه الفضيحة، مشددة على أن أسماء لمسؤولين آخرين سيتم الكشف عنها بعد استكمال هذه التحقيقات، خاصة تلك التي تتعلق بالفترة التي شغل فيها شكيب خليل منصب وزير الطاقة والمناجم.

ولم تمض سوى بضعة أيام حتى تحول "الحلم" إلى حقيقة وأصبح شكيب خليل متهما بصفة رسمية، ومطاردا من طرف العدالة الجزائرية.. خطوة وإن تأخرت كثيرا إلى أنها تبشر بحرب حقيقية، إن شاء الله، على الفساد والمفسدين في الجزائر..

هذا ما يرجوه كثيرون بكثير من التفاؤل، ولكن في المقابل يخشى آخرون أن يكون مسلسل شكيب خليل شبيها بمسلسل الخليفة، مع اختلاف التفاصيل، فالقضاء الجزائري لم يتحرك للقبض على الرجلين إلا بعد أن صارا خارج الوطن، والسلطات القضائية لم تتفطن للمجرمين وهم يرتكبون جرائمهم طيلة سنوات إلا بعد أن أسدلت ستائر الإجرام وصار المجرمون في "أرض الله الواسعة"، بعيدا عن متناول أيدي الأمن الجزائري..

ما يخيفنا ليس تمكن شكيب خليل ـ الذي يبقى بريئا حتى تثبت إدانته ـ من النفاذ بجلده، والباقء خارج دائرة العقاب إن ثبتت الاتهامات الموجهة إليه، كما فعل من قبل عبد المومن خليفة، وإنما أن تكون فضيحة سوناطراك مجرد حلقة أخرى في مسلسل الفساد الطويل.. وتكون الملايير التي خسرتها الجزائر في فضيحة سوناطراك ـ بجزئيها الأول والثاني ـ مجرد قطجرة في محيط الفساد الكبير..

لذلك ما عاد كثيرون في الجزائر اليوم يحلمون بعودة الملايير التي نهبها الناهبون في فضائح الخليفة والبنك الوطني وسوناطراك، وغيرها، بل يحلمون فقط بأن تبقى الملايير المتبقية بعيدة عن عبث العابثين..

وإذا كان الخيّرون من أركان السلطة الجزائرية عاجزين على محاسبة كثيرين من الفاسدين الفارين، فإن المرجو أن لا يعجزوا عن وقف آلة الفساد والإفساد.. ولسان حال كثيرين يقول: "معليش.. لا تعاقبوا شكيب حتى وإن ثبتت إدانته.. أوقفوا فقط آلة الفساد"..