بوتفليقة.. وفضيحة سوناطراك
قبل ستة أشهر من الآن، في شهر فيفري من السنة الجارية، خلع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ثوب التحفظ، وتحدث بكل صراحة ـ للمرة الأولى ـ عن فضيحة سوناطرك التي عبر عن غضبه وسخطه بسببها، واستنكاره لها، وقال الرئيس أنه يثق في العدالة الجزائرية لفك خيوط وملابسات القضية ـ الفضيحة التي تورط فيها مسؤولون كبار، مؤكدا أنه "لا تسامح مع المفسدين".
وأفاد الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها حينها إلى الأمين
العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد المجيد سيدي السعيد وكافة
العاملات والعمال الجزائريين بمناسبة الذكرى المزدوجة لإنشاء الاتحاد وتأميم
المحروقات أنه "في هذا المقام لا يجوز لي أن أمر مرور الكرام على ما تناولته
الصحافة مؤخرا من أمور ذات صلة بتسيير شركة سوناطراك" مشيرا إلى أنها أمور
"تثير سخطنا واستنكارنا".
وصرح بوتفليقة: "لكنني على ثقة من ان عدالة بلادنا
ستفك خيوط هذه الملابسات وتحدد المسؤوليات وتحكم حكمها الصارم الحازم بالعقوبات
المنصوص عليها في قوانيننا".
وأشار الرئيس إلى أن السلطات الجزائرية عازمة على فك
ملابسات الفضائح التي مست سوناطراك والتي تقوم بشأنها العدالة بتحقيق لتحديد
المسؤوليات.
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي
محمد الصغير باباس، قبل فترة، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منزعج كثيرا من
قضايا الفساد التي مسّت بعض المؤسسات العمومية وتعهّد بمحاربة كل أنواعه.
ونقلت مصادر إعلامية عن باباس قوله أن الرئيس أخبره
شخصيا، خلال تسليمه التوصيات الخاصة المنبثقة عن المشاورات مع المجتمع المدني، وأنه
جد مرتاح من سماعه ماذا كان يريد الشعب، خصوصا أن هذه الأخيرة بدأت تتجسّد على أرض
الواقع، مضيفا أن ما يعرفه أن الرئيس منزعج كثيرا من قضايا الفساد، وصرّح شخصيا
بذلك، ودعا كل المسؤولين إلى التصدّي لهذه الظاهرة التي لقيت رفضا من قبل جميع
الشخصيات الوطنية، في حين رفض باباس الخوض في أي تفاصيل حول الإجراءات المتخذة من
قبل رئيس الجمهورية لمحاربة الفساد في المؤسسات العمومية.
وأوضح باباس، أن الرئيس، أخبره شخصيا، خلال تسليمه
للتوصيات الخاصة المنبثقة من المشاورات مع المجتمع المدني، أنه جد مرتاح عن سماعه
ماذا كان يريد الشعب، خصوصا أن هذه الأخيرة بدأت تتجسد على أرض الواقع، وهو يتابع
بصفة يومية تطورات تجسيد التوصيات في الميدان.