أقيمت صباح وزوال الجمعة 28 نوفمبر 2014 صلاة الاستسقاء عبر كافة
مساجد الجزائراستجابة للنداء الذي وجهته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وبينما
ارتأى بعض الأئمة "فصل" صلاة الاستسقاء عن صلاة الجمعة، فضل آخرون
"الجمع" بين خطبة الجمعة الثانية ودعاء الاستسقاء، فيما أكد كثير منهم
أن من أبرز أسباب الجفاف الفساد الذي عمّ البلاد، مطالبين المصلين بالإكثار من
الاستغفار، والتوبة إلى الله القهّار، قبل فوات الأوان، وراجين الله أن "يغفر
لنا ذنوبنا وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".
واستدل الأئمة، خلال خطبة الجمعة، على أن الفساد
والفواحش من أسباب الجفاف الذي أصاب بلادنا بالحديث الشريف الذي رواه ابن ماجة في سننه، والذي جاء فيه:
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ
خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو
أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ
خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ
تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا
فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمْ الَّذِينَ
مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ
وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِم ْوَلَمْ يَمْنَعُوا
زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلا
الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ
رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا
بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا
مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ).
وبعد أن ذكّر خطباء المساجد
بضرورة التوبة إلى الله من المعاصي، وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، رفعوا أيديهم مرددين دعاء الاستسقاء مثلما ورد عن النبي المصطفى صلى الله
عليه وسلم: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم أغثنا.. اللهم اسقنا غيثاً
مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل.. اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر
رحمتك وأحي بلدك الميت".
وجاء إقبال الجزائريين على
"طلب الغيث من رب السماء والأرض ورب كل شيء"، بعد أن دعت وزارة الشؤون
الدينية والأوقاف إلى إقامة صلاة الاستسقاء عبر كافة مساجد الوطن، وهي الدعوة التي
جاءت بعد موجة من الحرارة والجفاف التي جعلت الفلاحين، وعموم الجزائريين، يعبرون
عن مخاوفهم بشأن مصير المحاصيل الزراعية، خصوصا في ظل الارتفاع الكبير لأسعار
الخضر والفواكه.