كان الشيخ عبد الرحمن شيبان رحمه الله شخصية
تجمع بين الشدة واللين، وبين الجدية المفرطة والخفة العالية.. وكان أحدهم في بعض
المجالس يتعالى على الشيخ ويلمزه بأنه ليس دكتورا مثله، وسمع الشيخ عبد الرحمن
بذلك، فجمعهما يوما مجلس في مكتبه كنتُ ثالثهما، وكان الشيخ عبد الرحمن شيبان يحمل
في يده تفسير "التحرير والتنوير" لابن عاشور فقال الشيخ لهذا الشخص: "أرجو
أن تقرأ لي هذا الفصل من الصفحة كذا إلى الصفحة كذا لأن نظري لا يكاد يسعفني على
القراءة".
وحمل صاحبنا الكتاب وبدأ يقرأ وجاءت الاخطاء
النحوية تترا وبدأ الشيخ يرحمه الله يصحح له أخطاءه مبينا له الصواب مع شرح موجز
للقاعدة النحوية وكأن سيبويه قد حل فيه حتى رأيتُ الرجل يتصبب عرقا من كثرة أخطائه
وكثرة تصويبات الشيخ له.. وأفهم الشيخ عبد الرحمن شيبان هذا الرجل بهذه الطريقة أن
التواضع شيمة العلماء والتكبر سيمة الفارغين.
هذا ما كتبه الشيخ كمال أبو سنة، القيادي
بجمعية العلماء المسلمين على صفحته الفايسبوكية، وهي شهادة أخرى تضاف إلى شهادات
كثيرة تؤكد عبقرية شيخ جمعية العلماء المسلمين الراحل عبد الرحمن شيبان.