قرّر الأمين العام لحزب
جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس هذا الأربعاء 14 نوفمبر 2018، وبشكل مفاجئ، الاستقالة
ـ حسب ما تم الإعلان عنه ـ من منصب أمين عام هذا الحزب "لأسباب صحية تستلزم
عليه قضاء عطلة مرضية مطولة"، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن
مصدر وصفته بالرسمي، في الوقت الذي تضاربت الأنباء والتخمينات حول "سر"
استقالة ولد عباس المفاجئة، وربطها البعض بأسباب مختلفة وقراءات متباينة.
وقالت الوكالة أن السيد
معاذ بوشارب سيخلف ولد عباس مؤقتا على رأس الحزب في انتظار ان تقرر هيئات الحزب
بشأن استخلافه، حسب ما أكده نفس المصدر.
وأكد نائب رئيس
المجموعة النيابية لحزب جبهة التحرير الوطني، خالد رحماني، ما أوردته الوكالة
الرسمية، وقال أن انسحاب الأمين العام، جمال ولد عباس، من منصبه جاء "بسبب
صحي".
وذكر رحماني في تصريح
لموقع "سبق برس" أن ولد عباس تعرض لوعكة صحية على مستوى القلب فجر الأربعاء،
أدخل على إثرها لمستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة.
وأكد ذات المتحدث أن
الأطباء منحوا الأمين العام المنسحب من منصبه راحة إجبارية لمدة شهر ونصف، وهو ما
يعني انسحابه من قيادة الحزب بشكل رسمي.
وأكد نائب رئيس كتلة
الأفلان بأن رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، عوض ولد عباس في المنصب، في
إنتظار عقد مؤتمر استثنائي للحزب.
لماذا "معاذ بوشارب"؟
نقل موقع "الجزائر
الآن" عن مصدر وصفه بالموثوق أن من أسباب اختيار رئيس الحزب، رئيس الجمهورية
عبد العزيز بوتفليقة لرئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب للإشراف على الهيئة
الجماعية لتسيير الحزب خلفا لجمال ولد عباس الموجود في عطلة مرضية راجع بالأساس
إلى كون معاذ بوشارب يشغل اعلى منصب انتخابي حاليا بعد رئيس الحزب ورئيس الجمهورية
مقارنة بباقي المناضلين، وهو شخصية توافقية لدى اغلبية المناضلين ومن مؤيدي الرئيس
بوتفليقة منذ سنة 1999..
وقال المصدر نفسه أن
بوشارب شخصية معروف عنها نضالها ولازالت ضد التعامل بالشكارة داخل الحزب، كما عرف
” بوشارب ” بنضاله المستمر من اجل تصدر المناضلين للمشهد وليس اصحاب الشكارة.
وحسب ذات المصدر، سيكون
إلى جانب بوشارب قياديون لهم وزن داخل الحزب لتسيير الهيئة الجماعية، ومن بين
الأسماء التي يرتقب أن تكون في القيادة الجماعية مع معاذ بوشارب ” مصطفى رحيال، أحمد
بومهدي، الطاهر خاوة، عبد المالك بوضياف، السعيد لخضاري، مدني حود، عبد الحميد سي
عفيف..
وجاءت استقالة ولد عباس
قبل أقل من شهر عن موعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة المقرر في الثامن
ديسمبر المقبل.
ومعلوم أن ولد عباس وصل
إلى أعلى منصب قيادي في الأفلان أواخر سنة 2016، بعد أن قدم عمار سعداني، في كتور
من السنة نفسها، استقالته من الأمانة العامة للافلان، في نهاية أشغال الدورة
الثالثة العادية، مبررا ذلك بأسباب صحية.