نعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين "فقيد
الأمة الإسلامية"، الرئيس الشرعي المنتخب لجمهورية مصر العربية، محمد مرسي،
واصفةً وفاته بالفاجعة، مقدمة العزاء "لكل أحرار العالم".
وقالت الجمعية في بيان لها:
﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا
عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن
يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً﴾[سورة الأحزاب، الآية 23].
لئن كان الموت كله بقضاء الله وقدره، فإن
الله قد خلق للموت أسبابا، بها تتم المعاناة، ومن خلالها يعظم الأجر، ويزداد
الثواب.
وفي هذا السياق، ينبغي وضع قضاء الله وقدره،
بتغييب العظماء، ومنهم الرئيس الشرعي المنتخب، محمد مرسي، الذي مات واقفاً، متحديا
الظلم، والتعسف.
فالدكتور محمد مرسي، يموت في سجن الظَّلمَة
والظالمين، مسلوب الإرادة، مغتصب القيادة، رافع الهامة والريادة.
ورضاً بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن
والأسى، تلقت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فاجعة وفاة الرئيس المصري محمد
مرسي، القابع في السجن.
وبهذه المناسبة الأليمة، تنحني جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين، بخشوع أمام الحدث الأليم، معبرة عن مشاركتها لصادق العزاء،
لكل أحرار العالم، الذي لم يرض الظلم والخنوع، والخضوع، وإلى أسرته الصغيرة والشعب
المصري العظيم، وأمته الإسلامية الخيِّرة، بأحر التعازي وأخلصها.
وانطلاقا من واجب الاهتمام بواقع الأمة، تدعو
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشعب المصري، وجميع الأمة الإسلامية، إلى
التمسك بالمعاني الإنسانية والقيم الإسلامية السامية التي ناضل من أجلها الفقيد،
واستصحابها؛ لأن موته ليس مختزلا في رجل فقدته أسرته، وإنما هو رجل فقدت الأمة
بفقده رجل قيم ومبادئ وتضحيات لا يعرفها كثير من الناس.
لقد مات الدكتور محمد مرسي والموت واجب على
كل حي، والإسلام علمنا في مثل هذه الحال التعلق بالقيم الخالدة وليس بالأشياء
الفانية "إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية وعلم ينتفع به
وولد صالح يدعو له".
إن الدكتور محمد مرسي هو أول رئيس مدني منتخب
في تاريخ مصر كلها، وذلك يقتضي من المسلمين عامة، والمصريين خاصة، ذكر هذه القيمة
السياسية الراقية التي حظي بها هذا الرجل وحرم فضائلَها الشعب المصري، بسبب هيمنة
الخارج واستبداد الداخل.
إن الدكتور محمد مرسي خرج من السجن مع الثورة
التي أشعلها الشعب على النظام الفاسد، وأعيد إليه بعد سنة من انتخابه من قِبَل
الشعب رئيسا له، في انتخابات تعددية حرة، وهذا يدعو المسؤولين في مصر الشقيقة إلى
مراجعة هذه السياسات التي شرعت فيها منذ أكثر من ست سنوات.
وفي ختام بيانها، قالت الجمعية أنها تتمنى "أن
تضع هذه المناسبة الأليمة حدا للمآسي والمعاناة، التي يعاني منها الشعب المصري،
وأن تكون بداية لنهاية المأساة التي تعيشها مصر منذ سنوات طوال".