هذا ما طلبه تبون من جراد

عيّن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يوم السبت، 28 ديسمبر 2019، عبد العزيز جراد وزيرا أول وكلفه بتشكيل حكومة، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية، وفي اللقاء الرسمي الأول بين الرجلين، طلب الرئيس تبون من وزيره الأول تشكيل حكومة من الشباب المؤطرين، معتبرا ذلك الوسيلة الوحيدة لتسليم المشعل للجيل الصاعد.

وتسلم عبد العزيز جراد، مهامه كوزير أول، خلال حفل تسليم المهام مع السيد صبري بوقدوم، الذي كان يشغل هذا المنصب بالنيابة.

قبل ذلك كان جراد قد استُقبل من لدن الرئيس تبون الذي "أوصاه" بتشكيل حكومة "شبابية"، وقال إن الشباب الذين ينبغي أن تضمهم الحكومة يجب أن يكونوا مؤطرين، في إشارة إلى الحرص على عامل الكفاءة في تعيينهم، مشددا على أن ذلك يعد بمثابة الوسيلة الوحيدة لتسليم المشعل للجيل الصاعد، قبل أن يشير إلى أهمية أن تجمع الحكومة بين "الشباب والتجربة"، معبرا عن أمله في أن ينجح الوزراء الشباب في تحصيل تجربة كافية في ظروف قصير بما يسمح لهم بتأدية واجباتهم على النحو المطلوب..

وقال جراد، في أول تصريح له، بعد لقائه تبون، إن البلاد "أمام تحديات اقتصادية واجتماعية يجب العمل سويا من أجل رفعها".

وأفاد جراد في تصريح للصحافة: "استقبلت اليوم من طرف رئيس الجمهورية، وكلفني بتشكيل حكومة وأشكره جزيل الشكر على هذه الثقة"، مضيفا "نحن اليوم أمام تحدي كبير من أجل استرجاع الثقة في مجتمعنا"، مؤكدا على ضرورة العمل سويا مع كل كفاءات الوطن وإطارات البلاد والمواطنين والمواطنات "من أجل رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والخروج من هذه المرحلة الصعبة".

في الأخير، أعرب السيد جراد عن يقينه "أن ما يحتويه برنامج رئيس الجمهورية يمكننا من العمل في إطار المصلحة الوطنية العليا".

ومن الواضح أن السيد جراد يدرك أنه أمام مهمة ثقيلة للغاية، لاسيما أن تعيينه يأتي في ظرف حساس جدا، وهو يدرك، مثلما عبّر عن ذلك في تصريحه الأول، أن الظرف الذي تمر به البلاد صعب، وأن هناك "أزمة ثقة" في الجزائر، ناجمة عن تراكمات، وبالتالي لن تقتصر مأمورية جراد وفريقه على المهمات "الكلاسيكية"، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بل تتعدى ذلك حتى إلى الجانب "البسيكولوجي"، وما ذلك بالأمر الهيّن، لكنه ليس بالأمر المستحيل في الوقت نفسه.

وعبّر كثيرون عن تفاؤلهم بتعيين أكاديمي وخبير بعلوم السياسة في منصب "مسيّر الحكومة"، متمنين نجاحه في الاستجابة لتطلعات الجزائريين..