-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

روتها ابنة شقيقه.. أسرار مثيرة عن هواري بومدين

كشفت ابنة شقيق الرئيس الراحل هواري بومدين، السيدة فوزية بوخروبة، ولأول مرة أسرارا مثيرا عن حياة الرئيس هواري بومدين المواطن بعيدا عن مقر الرئاسة، وروت تفاصيل تخص فترة من طفولتها قضتها في بيت عمها"الرئيس" أن هواري بومدين يحرص على بعض السلوكات التي أصبحت بمثابة تقليد لديه إذ لم يكن يقبل أبدا أن يقدم له العشاء قبل أن يقدم للجندي المكلف بحراسة المنزل الرئاسي الكائن بمقر المديرية العامة للوظيف العمومي حاليا.
وقالت فوزية بوخروبة في حوار خاص ومتميز، بث على القناة الأولى للإذاعة الوطنية، في أواخر ديسمبر 2019، بمناسبة مرور 41 سنة على رحيل "الموسطاش"، وأعاد موقع الإذاعة نشر أبرز ما ورد فيه، إن الرئيس الراحل كان يعامل طباخه الخاص باحترام كبير ولأنه ابن الريف كان يميل كثيرا إلى الأكل التقليدي خاصة خبز الشعير والتمر واللبن وفي نهاية كل أسبوع يزورأمه في مسكنها بالعاصمة خصيصا من أجل "الشخشوخة".
ومن الخصال المخفية للراحل التي أدبت نفسه الزكية وروحه الطاهرة المطهرة حرصه الدائم قبل أن يتناول طعامه ويشبع بطنه، أمره الدائم للطباخين بإقامته بإعداد الطعام والنعم لإطعام حرسه في الإقامة وكان سؤاله عما إذا أكلوا أم لا.
كما كان الراحل على مائدة الأكل يأمر أهل بيته بالحديث في كل شيء وعن كل شيئا. ويستسمحهم بألا يحدثوه عن ألام الثورة... وخاصة رفقائه في الدرب كالعربي بن مهيدي والعقيد لطفي رحمة الله عليهما "، كما كان يفضل الخوض بالمقابل في الحديث عن أوضاع البلاد وساكنة مسقط رأسه وعن أحوالهم جميعا.

سر هجرة ابن الكتانية "الكتوم" إلى أرض الكنانة
ختم هواري بومدين (محمد بوخروبة) الطفل القرآن في سن التاسعة وكان يلقنه بدوره أبناء القرية في كل عطلة مدرسية لأنه كان بعد التحاقه بالمدرسة في المدينة لا يعود إلى البيت العائلي إلا في العطلة ورغم صغر سنه إلا انه كان من المحرضين على الخروج في مظاهرات الثامن ماي 1945. وهي المظاهرات التي أصيب فيها بجروح ولم يكن عمره يتجاوز اثنتي عشرة (12) سنة.
تركت تلك المظاهرات أثرا كبيرا في نفس بومدين لذلك قرر الهروب إلى مصر، والى هنا تركت فيه تلك الجروح اثر عميقا في نفسية الطفل هواري بومدين الذي تغير حاله فجأة إلى ولد " كتوم " للغاية.
وأول بروز عبقريته - التي ظلت سرا معلقا لم يطرقه كثير من ناقلي مآثره - اقترنت بعودة زوج عمته من الحج ليستفسره - على صغر سنه - عن تفاصيل الطريق ودقائق معابرها مشيا وركبانا من الجزائر إلى تونس ثم إلى ليبيا وصولا إلى مصر، ليتبين لاحقا أن الطفل هواري بومدين كان بصدد"رسم خريطة لطريق الفرار"من الجزائر هروبا من التجنيد الإجباري ضمن صفوف الجيش الفرنسي لأداء الخدمة العسكرية. وكانت هذه الخريطة المستقاة من رحالة "رحلة الحج "هي دليله الجغرافي للرحيل مع رفيق دربه السيد شيروف – أطال الله في عمره - في للخروج في سرية تامة ولم تكتشف عائلته سر إصراره على معرفة الطريق الموصلة إلى مصر إلا بعد اختفائه كلية تاركا جميع العائلة تحترق والأسرة شوقا وخوفا.مع ضغط الاستنطاق والتعذيب الذي مارسته السلطات العسكرية الفرنسية على العائلة وبقي الأمر على ما كان عليه إلى أن جاء مرسول من القاهرة سنة 1957 يحمل رسالة أو شهادة "حياة" السيد هواري بومدين مطمئنا إياهم أن "التلميذ الفار من الكتانية حي يرزق".

العودة.. والعلاقة بالوالدة
وبمجرد عودته إلى ارض الوطن والتحاقه بالولاية الخامسة غير، محمد بوخروبة، إسمه تبركا بالوليين الصالحين سيدي بومدين الغوث في تلمسان وسيدي الهواري في وهران. ليكون ذالك الشبل من ذاكين الأسدين في تاريخ الجزائر والأمة الإسلامية قاطبة.
أما عن علاقته بالوالدة - رحمة الله عليها – فوصفتها المتحدثة بـ"العشق والاحترام اللذان لا نظير لهما ". غير أن مهام الدولة الموكلة إليه وهو شاب أبعدت عنه عطف الأمومة إلى أن وافت والده – رحمة الله عليه – المنية بمسقط رأسه حينها قرر استأذن الوالدة للعيش معه في الجزائر العاصمة.
 ومن ذكريات الطفولة العالقة في ذهن الطفلة، فوزية بوخروبة، ذات الــ5 سنوات يومها لحظة حضور الرئيس الراحل هواري بومدين لبيت العائلة في قالمة بمناسبة وفاة والده: "كل ما أحفظ من تلك اللحظات في ذاكرتي التدفق الهائل للدموع من عيني الرئيس هواري بومدين... وليخفي ألمه يتناول الابن الرئيس نظاراته لإخفاء حزنه عن العائلة.

عندما اصطدم "الموسطاش" بوالدته.. من أجل العدالة!
ولعل من الخصال المفقودة أو النادرة في أيامنا هذه التي تحتاج إلى التنويه والإكبار لهذا الرجل هذه القصة العائلية التي يصطدم فيها "أمر " الرئيس بــ"أمر" والدة الرئيس – أو قرة عين الرئيس - وهنا نفتح قوسا للمتحدثة لتقص أحسن القصص عن هذه التراجيديا العائلية: "ففي يوم من سائر أيام الدنيا اقبل الراحل هواري بومدين على والدته - إقبالا مثنيا بداخله رئيس وابن يتصارعان – في مشهد ملئه الرفق بالرحم بعد تمهيد لها وتطييب لنفسها مستعملا شخصيته المازحة في الاتصال قائلا لها: "يا أماه قد جئتك أطلب منك ابنك (السعيد) المدلل للالتحاق بأداء الخدمة العسكرية... انتفضت الأم بصوت عال والله لن تأخذه مني... فجاراها في الكلام بأدب قائلا لها مرة أخرى:"إني عازم على أخذه"، فأجابته من فورها: "والله لن يكون لك ذلك ثم إني والله لأشتكيك إلى الدولة". فرد عليها الراحل:"يا أماه أنا هو الحكومة". فقالت: "يا بني إنّي مشتكية بك".
فما كان عليه إلا أن يزداد لينا في الخطاب معها قائلا لها: "يا أماه أترضين أن أجند أبناء الشعب وتبقي أنت ابنك في الدفء معك". إني عزمت أمري أن أخذه. وانه يا أمي: "من العدالة أن أبدأ بأهلي في هكذا أمر". وكان له ما أراد. أما الأم وقبل تفهمها للأمر نال الغضب منها نصيبا إلى أن سكت عنها ذلك اللبس.
ومن قصص العدالة الهادفة التي عاشها الراحل مع صلة أرحامه ما اتصل بعمه الطيب: "الذي اتصل بأحد مسئولي المنطقة لتمكينه من منزل يتسع له ولولده تحت سيف الفاقة. فما كان من الرئيس هواري بومدين إلّا مكالمة والده واستدعاهما على عجل وعلى أن يلتحقا به في العاصمة. تضيف محدثتنا همّ الرجلان بالتنقل إلى العاصمة على توجس وعجل وخجل منه حسب ما نقلته عن جدها ". خاصة وانه مشهود له في العائلة:" انه يرفض رفضا قاطعا الزج باسمه في أي شبهة كانت ". وبمجرد وصولها (الوالد والعم) بادر إلى سؤالهما - كما يسأل المضيف ضيفه – هل أفطرتم؟. فقلنا له " افطرنا وما نحن بمفطرين حقا ". وكان أول حديثة كحد السيف الصارم مخاطبا عمّه:" يا عمّاه حبي لك بمقدار حبي لوالدي ثم انه والله لو كررت فعلتك التي فعلت وطلبت أنت ومن والاني من أهلي أي امتياز باسمي. إني والله لساجنك. وعلى اثر هذه الحادثة اصدر الرئيس الراحل هواري بومدين تعليمة ما زالت موثقة إلى يوم الناس هذا مفادها:" أن عائلة هواري بومدين تعامل بعد كل الشعب الجزائري ". وما كان من عمه إلا أن تقبل الأمر وطلب العفو من ابن أخيه ولم يحصل على ذلك السكن.

موقف "خالد"
وتضيف، السيدة فوزية بوخروبة، موقفا يظل خالدا للراحل يخلد عدالته بدون إفراط ولا تفريط وتعود تفاصيلها إلى تاريخ إعلان مخطط الثورة الزراعية يومها تقول متحدثتنا: "أن والدها (عبد الله بوخروبة) استلف مبلغا ماليا لاستصلاح قطعة أرض بعد التأميم أمر الراحل هواري بومدين أخوه (عبد الله بوخروبة) بأن يسلم تلك القطعة للدولة بالدينار الرمزي حاول شقيق الراحل استمالته بمبررات الخسارة المادية الحاصلة فما كان الجواب من هواري بومدين إلّا الإصرار على استعادة قطعة الأرض للأملاك العمومية، واستأذنه لاحقا في تملك جرار من نوع " فيات " كان قد اشتراه بماله الخاص عن طريق السلفة ليستخدمه لاحقا في إعالة العائلة – وهو ذكرى ما زالت تحتفظ به العائلة إلى يومنا هذا.
ودار حديث آخر بين الأخوين أين قال الشقيق للراحل الراحل هواري بومدين: " أنه بمثل هذا القرار قد "قتلتنا" - يعني تتسبب في تفقيرنا - ولو كنت أدري أن هذا الوضع سيؤول إلى هذا المآل "لغيرت لقبي العائلي". فما كان لهواري بومدين إلّا أن يرد عليه ببرودة مسؤول عادل: "تفضل إن البلدية مفتوحة أبوابها ". لكن سوء التفاهم هذا ما لبث طويلا حتى شعر (عبد الله بوخروبة) بالندم مسرا لابنته بالأمر: "ندمت على معاندتي إياه لأني أيامها لم أكن أشعر" بــ"الجمرة التي كان يحملها" وهو تعبير شائع يوحي بحجم المسئولية التي كانت ملقاة على عاتقه.

موقد أسرار العائلة
وبعيدا عن فتن "الحاكم" مع ذويه وصبره وعدله العام، نقلت السيدة فوزية بوخروبة المتابعين إلى "موقد أسرار العائلة" لتمتعهم بلطائف ما دار بين والدة الراحل - رحمة الله عليهما - حول موضوع زواجه نقلا عن والدها (عبد الله بوخروبة):" كانت الوالدة تقول للرئيس هواري بومدين يا بني ائذن لي بتزويجك إني أخشى ما أخشى أن أموت ولا يكون لي حظ في رؤية أولادك... فكان يرد عليها بـــ" ابتسامة رحمة "... يا أماه انّ 20 مليون كلهم أولادي ألا يكفي ذلك ". وفي ذات السياق سحب الصحفي نعمان بن سراي متحدثته إلى الحفر في نوايا العائلة للزوج المختار لولدهم الرئيس فقالت أن اختيارهم الأول رصا على حفيدة الأمير عبد القادر سلمى الجزائري، غير الأقدار شاءت غير ذلك. واسترسلت متحدثتنا نقلا عن والدها كلمنا الرئيس ذات مرة عن موضوع الزواج فما كان جوابه:" إلّا أن أسند الأمر للعائلة في اختيار الزوج ومذ تلك اللحظة لم يفاتحه في الأمر أحد استحياء منه ".
ومن الأحداث التي عاشتها العائلة خبر محاولة الانقلاب على الرئيس هواري بومدين في (14 ديسمبر1967) تقول السيدة فوزية بوخروبة:" لا أذكر من الحادثة سوى هروع الوالد إلى سيارته باكيا متنقلا على جناح السرعة إلى العاصمة ليطمئن عليه، أما الوالدة فلم تكن تدري ما يحدث عن طريق منع وصول المعلومات إليها - خاصة وأنها كانت تعاني من مرض في قلبها – غير أن صفاء سريرتها كانت تسأل إخوته:" إن قلبي يخبرني بأن منكرا ما قد أصاب ولدي لما لم يزرن لحد الساعة).

عندما بكى قايد صالح "بسبب" هواري بومدين
 وعن تقييمها لعلاقة الراحل الفريق أحمد قايد صالح بالرئيس الراحل هواري بومدين لخصت السيدة فوزية بوخروبة بهذا الوصف قائلة هي: "علاقة ثورية، علاقة أسود، علاقة مجاهدين، علاقة رجال يعرفون المعنى الحقيقي للتضحية".
بعدها عاد بها محاورها إلى يوم تكريمها من طرف الراحل الفريق أحمد قايد صالح بمناسبة إطلاق تسمية الراحل هواري بومدين على الأكاديمية العسكرية لشرشال، وقتها دار حديث خاص بينكما هل للشعب الجزائري أن يعرف ما لذي دار بينكما؟. فأجابته:" يا بنيتي انه لمن العيب والعار ونحن اليوم من أهل الدنيا " أحياء " ولا نسمي على الراحل بومدين شيئا... هذا الرجل نسمي عليها الجزائر كاملة وهي قليل عليه نظير ما قدم لهذه الأمة قبل الفتح وبعد الفتح... ". ثم ما لبث أن قال هذه المأثورة حتىّ:" اغرورقت عيناه بالدمع " باكيا رفيقه في درب الجهاد. وهو مشهد سيظل ثابتا في ذاكرتي ما حييت. وشاءت الأقدار أن يرفع جثمانه في نفس العربة التي حملت الراحل هواري بومدين ويدفن إلى جنبه في مربع واحد.

ماذا قال بومدين لزوجة أخيه؟
ومن بين الذكريات الجميلة التي بقيت راسخة في مستودع ذاكرة، السيدة فوزية بوخروبة، زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين مع المجاهد مسعود زقار– رحمة الله عليهما – في بيتنا العائلي بنيوبوليس، قامت الوالدة لتلمع "حذاء الرئيس" فخطف منه حذائه. قائلا لها:"لا.. أبدا.. ما ينبغي ذلك". وعقّب على ذلك رافعا الحرج عن زوجة أخيه مخاطبا إياها بأدب ثوري: ألم نقم بثورة من أجل تحرير الجزائريين حتى يتعلم كل واحد منّا تلميع حذائه بمفرده ".

من وصايا بومدين للعائلة..
من بين الوصايا التي حفظتها العائلة عن الراحل هواري بومدين والتي اقترنت بزيارته المرضية لما كان مريضا في روسيا لإخوانه وأخواته هي:" أن يحرصوا أيما حرص على تعليم أبنائهم وبناتهم - حتى وان عصفت بهم أحوال الدنيا – فاني موصيهم أن يحرصوا على هذه الوصية وان كلفهم الأمر أن يتاجروا في مادة " الفول السوداني " أمام بوابات المدارس والمساجد... وان يبتعدوا عن كرسي النار (الرئاسة) وحافظوا على اسمي نظيفا من كل شبهة.

ندوة تاريخية حول بومدين  
تم إبراز خلال ندوة تاريخية حول "الرئيس هواري بومدين: من الثورة إلى الدولة"، انتظمت هذا السبت 28 ديسمبر 2019، بتيسمسيلت، الإنجازات الثورية والدبلوماسية للرئيس الراحل بومدين.
وأوضح الباحث في تاريخ ثورة التحرير المجيدة والأستاذ بجامعة تيارت، بوزيان المكي، في هذا الصدد، أن "الراحل هواري بومدين ساهم خلال قيادته لأركان جيش التحرير الوطني من 1959 إلى 1962 في تنظيم عسكري محكم للولايات التاريخية الست للثورة التحريرية المجيدة فضلا على مساهمته في تكوين جيش احترافي خلال السنوات الأولى بعد الاستقلال".
وأكد ذات المتحدث بأن "الرئيس الراحل هواري بومدين انتهج بعد توليه رئاسة البلاد سنة 1965، سياسة دبلوماسية اتسمت بمؤازرة ومساندة القضايا التحررية للبلدان ومناهضة تواصل استعمار الدول على غرار زيمبابوي والرأس الأخضر".
وشدد السيد المكي على ضرورة تعميق البحوث التاريخية لدراسة شخصية الرئيس هواري بومدين التي اتسمت بحب الجزائر والبعد الوطني العميق والتمسك بمبادئ وثوابت الفاتح نوفمبر 1954".
من جهته، تطرق مدير المتحف الولائي للمجاهد، محمد عاجد، لأهم الإنجازات الديبلوماسية والسياسية على الصعيدين الوطني والدولي للرئيس الراحل هواري بومدين لا سيما من خلال مشاركة الجزائر في حربي 1967 و1973 وتدريب قادة الثورة الفلسطينية والزيمبابوية والجنوب افريقية بالأكاديمية العسكرية بشرشال سنوات الستينات والسبعينات.
وكلف المتحدث الرئيس هواري بومدين بالشخصية "الثورية والوطنية التي ينبغي استذكارها دائما وتعريفها للأجيال الصاعدة بالنظر لانجازاتها التاريخية العديدة في مختلف المجالات".
للإشارة انتظمت هذه الندوة التاريخية بمبادرة من المتحف المذكور في إطار إحياء الذكرى الـ41 لوفاة الرئيس محمد بوخروبة المدعو هواري بومدين (1932-1978)، حيث عرفت حضور منخرطين بنوادي البحث التاريخي بعدد من ثانويات الولاية ومجاهدي المنطقة.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020