-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

فلسطين وصناعة حرب الأفكار..


أنصار الحق
في مواجهة دعاة الباطل


فلسطين وحرب الأفكار..


إن قصر الجدران وضعف الأسوار يغري اللصوص والكلاب بتسلّقها والقفز عليها، وكذلك ضعف مستوى القوة في الأمة يغري الأقوياء بغزْوها!. لأنه إذا كان العالم قديمًا يخشى من الحروب المدمرة التي تقضي على الأخضر واليابس، فهناك اليوم حرب أشد خطرًا علينا، ألا وهي: "حرب الأفكار".

قال وزير الحرب الأمريكي في عهد بوش الابن (دونالد رامسفيلد) موجة جديدة من (حرب الأفكار) عندما قال في حديث لصحيفة الواشنطن بوست في (27/3/2003م) إبَّان غزو العراق: "نخوض حرب أفكار مثلما نخوض حرباً عسكرية، ونؤمن إيماناً قوياً بأن أفكارنا لا مثيل لها" وأضاف: "إن تلك الحرب تستهدف تغيير المدارك، وإن من المحتم الفوز فيها، وعدم الاعتماد على القوة العسكرية وحدها".

 وإن انطلاق أشبه بالانفلات في حرية التعبير؛ فتح الأبواب لدعاة الباطل مثلما فتحه لدعاة الحق، وهو ما يرشح لسجالات فكرية ساخنة، لن يفوِّت الغربيون عامة والأمريكيون خاصة فرصة اهتبالها لدعم وكلائهم من أوليائهم في (حرب الأفكار) بكل أنواع الدعم..

وإن كثيرامن المعطيات أتاحت لمن كانوا يلعبون بالخيوط من وراء الستار، أن يدشنوا مرحلة جديدة من (حرب الأفكار)؛ لكنها تحولت هذه المرة - بالفعل- إلى حرب بالوكالة، حفلات التطبيع مع إسرائيل أنموذجا ـ والمتأمل في مجريات (حرب الأفكار) في جولتها الأخيرة يلاحظ ما آلت إليه القضية الفلسطينية حيث يريدون لها أن تكون مشكلة كيانية فلسطينية في النهاية، قضية العرب أجمعين. قضية ارتبطت في الواقع وفي الأذهان ارتباطاً وثيقاًُ برؤية هذه الأمة لنفسها ولمستقبلها.

وخطورة هذه الحرب.. حرب الأفكار تكمن في أنها تهدف إلى إخضاع الإنسان من خلال السيطرة على تفكيره، والوصول به إلى النتائج التي يريدها الخصم،  دون الحاجة إلى استخدام القوة، وإنما من خلال بناء إدراكات وإيحاءات لديه توصله إلى مرحلة التسليم لإرادة الآخر، والقبول بها وكأنها الحل الأمثل.

وإن من يأكل الطعام الفاسد أو المسمَّم فإنه سوف يموت أو يتسمم بما أكل، وإذا كان هذا هو شأن الطعام الفاسد المسمم، فإن شأن الأفكار المسممة والفاسدة على العقول أعظم وأخطر.

ولا يمكن لأي دولة حكيمة وعاقلة أن تبدد وتفرّط في جاذبيتها العقدية وقوتها الفكرية، إلا إذا أرادت أن تفقد جيلها القادم..

نسأل الله - تعالى - أن يحفظ فلسطين وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يقينا شرَّ الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصلح شبابنا وبناتنا، وأن يعين ولاة أمور المسلمين على كل خير وبر.

 

* الشيخ أبو اسماعيل خليفة

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020