اسماعيل بن ناصر: دموع الفرح والحزن بلون واحد!
نشر الإعلامي والكاتب الجزائري المبدع نجم الدين سيدي عثمان على صفحته الشخصية بموقع الفيسبوك، يوم الأربعاء 14 أتوبر 2020، تدوينة متميزة جدا عن اسماعيل بن ناصر نجم منتخب الجزائر لكرة القدم، ضمّنها معلومات مثيرة عن اللاعب الذي يشارك بشكل كبير في صناعة فترة ذهبية لمنتخبنا الوطني، جاء فيها..
▪️تزوج في الثامنة عشرة من عمره وهو تلميذ في الثانوية الباسكية في "أرل أفينيون" جنوب شرق فرنسا، كان مختلفًا في كل شيء مقارنة بأقرانه، لا يحب حياة الليل ولا يرتاد الملاهي، غير مولع بألعاب الفيديو، ولا شغف له بمواقع التواصل الاجتماعي.
▪️نموذج مختلف تماما إذا ما قورن بكثير من لاعبي الكرة المغتربين، فعام 2018 أهدر 14 دقيقة كاملة من وقت مباراة فريقه أمبولي الايطالي الذي لعب كل هذه المدة بـ 10 لاعبين لأنه "كان يصلي"..
بن ناصر اسماعيل واحد من أكثر اللاعبين الجزائريين انضباطًا ورزانة وهدوءًا يجني ثمار تكوينه الجيد من جهة واجتهاده من جهة ثانية، لكن مساره مع "الخضر"، لم يكن مكللا بالفرح أبدًا كما يبدو عليه الأمر الآن..
▪️لقد كانت دموع الفرح التي ذرفها في مباراة ساحل العاج في السويس المصرية، وعقب نهائي كأس أمام أفريقيا أمام السنغال، مختلفة تماما عن تلك التي تدفقت في العاصمة التوغولوية "لومي" يوم 18 نوفمبر 2018.
▪️بكى في ذلك اليوم بحرقة، لأنه لم يهضم تماما أن يطلب المدرب بلماضي من جميع اللاعبين الذين كانوا إلى جواره في دكّة البدلاء، أن يقوموا لإحماء عضلاتهم استعدادًا للمشاركة، لكنه بقي وحيدًا يتفرّج، كان يحترم خياراته، ولم يسع لاختلاق مشكلة ولكنه لم يفهم لماذا هو خارج حساباته!
▪️استمر لاعبًا بديلا، وأيامًا قبل السفر إلى القاهرة لخوض المنافسة القارية، كان هاريس بلقبلة يتقدم عليه بشكل واضح في معسكر الدّوحة، بيد أن هذا الأخير اقترف خطأ لا يُغتفر فأعادته أول طائرة إلى بيته.
وهكذا خلا له الجو، ففي مباراة مالي الودية طلب بلماضي من بن ناصر أن يلعب في مكانه المفضّل (الاسترجاع) وقد كان يجربه قبلها في مناصب أخرى، فأدى مباراة رائعة، قال بها لمدربه "أنا هنا، ألا تراني؟"، وابتداءً من تلك اللحظة لم يبرح التشكيلة الأساسية.
▪️بن ناصر الذي اختير أفضل لاعب في كأس أفريقيا 2019 لا ينسى أنه سافر إلى الغابون لخوض كأس الأمم الأفريقية عام 2017 دون أن يلعب دقيقة واحدة، فلم يلتفت البلجيكي ليكنس إلى وجوده أصلا، وعندما أعطاه رابح ماجر بعض الوقت، كان المنتخب الوطني يحقق أسوأ النتائج مثيرا استياء الجزائريين.
ولا نعرف إن كانت راودته طيلة هذه الأوقات المضطربة، شكوك حيال خياره بتمثيل منتخب الجزائر، وهو القرار الذي اتخذه عندما زاره يزيد منصوري في أوروبا فجاء إثرها بساقيه إلى سيدي موسى في أمسية حارة من شهر ماي 2016 وقدّم وثائقه بيده إلى روراوة.
▪️لكن المؤكد أنه الآن سعيد، بعد أن عرف كيف يأسر قلوب الجزائريين ويحصل مع "الخضر" على كأس أفريقيا، ليستمر إثرها في عروضه الرائعة في تطور مذهل للاعب لن يكمل 23 من عمره سوى بدخول ديسمبر القادم.
▪️ وإن غضب مما قاله عمّه الذي صرّح للصحافة المغربية قائلا "إسماعيل هو مغربي يمثل الجزائر"، فإنه لم يرد عليه ولم يقل له أنه دائمًا ما كان أقرب إلى أخواله، كما لم يحتج أن يذكره أنه سافر سرًا إلى الجزائر ليقوم باختياره وعن قناعة، مفضّلا منتخب والدته، زوجته، وأصدقائه الكثر في "أرل" ليخذل والده المنحدر من أصول مغربية والذي كان قد قاطعه لأسابيع طويلة بسبب خياره، ويكفيه اليوم إنه إن واجه المنتخب المغربي الشقيق سيلعب بقلبين مدافعًا بشراسة كما اعتاد على ألوان منتخب الجزائر.
⛔إن كان لدموع الفرح والحزن لون واحد فإن الطعم مختلف تماما، والأمل قائم ومشروع، بهذا الجيل الرائع من اللاعبين، أن يذرف بن ناصر مزيدا (ولم لا كثيرا) من دموع الفرح مع "الخضر" خصوصا أننا محظوظون بأنه سيبقى بيننا (إن شاء القدير)، سنوات طويلة...فهنيئًا لنا بلاعب مثله وصرف الله عنه وعنّا، عيون الحاسدين!


ربي يحفظك يا بن ناصر ويبارك فيك. على حساب هذا المقال أنت راجل من الطراز الأول.نسأل الله لك الثبات.
ردحذف