يــا جــــامع الجــزائــر..
ـ محاولة شعرية: شيخ بن خليفة ـ
الله أكبر.. وله الحمد عشية وبُكرة
بعث فينا المصطفى رحمة كُبرى..
وداعيا إليه بإذنه وهاديا وبُشرى
أرشد للصلاة والذكر سراً وجهرا..
صلاة يَرفع لنا بها ذكراً ويضعُ وزرا..
مغرباً.. عِشاءً.. صبحاً.. ظُهراً.. وعصرا
المساجد لله.. أهدانا فيها سكونا وطُـهرا
جوامع إيمانٍ وحلقات ذكرٍ.. وذكرى
****
من ذا الذي يأبى بناء جامع..؟
يجمع لدنيا الناس وأخراهم خيرا..
من يقف في طريق بيت الله معارضاً
من يُنكر أمرا بالمعروف.. ويُفشي المنكر
صبراً.. إنّ الأمر ليس سهلاً بالمرّة
قالوا: لم بناء جامع..؟
وبالجزائر من المساجد وفرة
قالوا: ابنوا مستشفى.. فالأمراض تكاثرت
ومرضانا يعانون.. وليس ذلك سراً
قالوا: أقيموا مدارسَ.. منها نحتاج كثرة
قالوا.. وقالوا.. وقالوا
وما سكتوا دهرا..
وما نظروا لمشاريع كبرى شُيّدت
وأخرى تقام يُمنة ويُسرة..
ما آلمتهم إلا منارة صوت الحق
وأصوات مُقرئين تلاواتهم تترا..
قبالة الساحل قِبلة الزائرين
تصدح خاشعة تهليلا وذكراً..
كأنهم باللهو قد نصحوا..
وهمّوا بقومهم غلواً وكُفراً
****
يا قوم.. هل عطّل المسجد بناء مشفى
أو منع إقامة قسم للعلم.. أو حتى "أوبرا"؟
هل حالَ الجامع دون تشييد جامعة؟
وهو سراجٌ يُوهّج درب الأمة نورا..
لو كان جامعنا للصلاة فقط..
لكفاه ذلك شرفا وفخرا
أما علمتم أنها عماد الدين..
وبغير الدين ضاعت الدنيا والأخرى..
مرحى لمركز إشعاع.. بُرج توهج
كُلية فقه وتفسيرٍ.. وعلوم الدين الكبرى
أيا جامعا للشمائل مشتملاً..
ويا صلاة تأمر بالمعروف وتمنع منكرا
أيا جزائرَ بجامعها تفخر..
ويا فخرا مستحقا وذُخرا..
هذي الجزائر وهذا جامعها يرنو المجد..
وتلك المنارة تعانق السما براً وبحرا
تحفّ الملائكُ مجالس ذكر وحلقات تدبر
ومنتديات بحث.. وندوات فكر كُبرى
عالم يبتكر وطالب علم يتدبر
وباحث يهفو للمجد ويرجو الكوثرَ
يا جامعاً اجتمعت فيه الشمائل بوركت..
وبورك بانوكَ أحياءً.. وهم تحت الثرى
والحمد لله على أفضاله..
حمدا طيبا يُجاوز دهرا
والصلاة على خاتم أنبيائه..
والسلام على آله وصحبه البررة.
