"جارنا
الملك" يطعن فلسطين:
التطبيع مع بني صهيون مقابل "تثبيت" احتلال الصحراء الغربية
ضربة أخرى وجهها ترامب لفلسطين عبر العرب، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موافقة المغرب والكيان الصهيوني على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، واعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في إطار سياسة واحدة بواحدة، وبذلك يوجّه "جارنا الملك" طعنة غادرة للشقيقة فلسطين مقابل "تثبيت" احتلال الصحراء الغربية.
ترامب قال -في تغريدة على تويتر نشرها يوم الخميس 10 ديسمبر 2020- "إنجاز تاريخي آخر، فقد اتفق اثنان من أكبر أصدقائنا، الكيان والمغرب، على علاقات دبلوماسية كاملة".
وأكد الرئيس الأمريكي اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قائلا إن "المغرب اعترف بالولايات المتحدة عام 1777، ومن المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية".
وبعدها بوقت وجيز، أعلن العاهل المغربي محمد السادس استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الصهيوني «في أقرب الآجال»، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
*استياء وغضب فلسطيني من المغرب
أعربت فصائل وشخصيات فلسطينية، عن رفضها لإعادة المغرب علاقاته الدبلوماسية مع الاحتلال الصهيوني معتبرة أن قرار الرباط «خطيئة سياسية، غير مقبولة، ولن تفيد القضية الفلسطينية».
واعتبرت حركة حماس تطبيع علاقات المغرب مع الاحتلال «خطيئة سياسية لا تخدم القضية الفلسطينية».
وقال متحدث الحركة حازم قاسم، إن «الاحتلال يستغل كل حالات التطبيع من أجل زيادة جرعة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني».
وأضاف قاسم أن «التطبيع يشجع الاحتلال على استمرار تنكره لحقوق شعبنا الفلسطيني».
من جهته، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، إن تطبيع علاقات المغرب مع الاحتلال «خيانة للقدس ولفلسطين».
وأضاف شهاب «هذه انتكاسة جديدة للنظام العربي، الشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع».
واعتبر أن الولايات المتحدة والاحتلال «يستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم»؛ و»تساومها بين استمرار التوترات والأزمات أو الرضوخ للإملاءات».
كما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، تطبيع علاقات المغرب مع الاحتلال «يوما أسودا في تاريخ شعبنا وأمتنا العربيّة».
*لا تطبيع قبل الانسحاب
وقال نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن «إعلان ترامب عن التطبيع الصهيوني المغربي يوحي بأنه قام في المغرب بما قام به في السودان والبحرين والإمارات من ضغوط وإجراءات وإغراءات هدفها شخصي بحت».
وأضاف شعث «لا يجوز التطبيع مع الاحتلال، إلا عندما تنسحب من الأرض التي احتلتها عام 1967، بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على هذه الأرض، وبما يتيح حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهذا لم يحدث».
ومنذ افريل 2014، توقفت مفاوضات السلام، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين، المستند إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح شعث أن «عهد ترامب ينتهي وقد قدم للاحتلال الصهيوني الكثير من الخدمات، واستخدم ما لديه من نفوذ لتحقيق ذلك، للأسف ما زال لديه (ترامب) وقت حتى 20 جانفي 2021 القادم، رغم إخراج الناخب الأمريكي له من البيت الأبيض».
من جهته، قال بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، «أي تطبيع فيه مخالفة لمبادرة السلام العربية غير مقبول».
وأضاف الصالحي أن التطبيع «يؤثر سلبا بشكل كبير على القضية الفلسطينية نظرا لاستمرار الكيانفي احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية، واستمرار غطرستها ورفضها لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة أو تنفيذ مبادرة السلام العربية».
*سلوك غير مقبول
بدوره، قال أمين عام المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، إن «ترامب يسلك سلوكا انتهازيا بمحاولة البحث عن مشاكل كل دولة من الدول ليقايضها بتطبيع العلاقات مع الاحتلال، وهذا واضح وجرى مع السودان ويجري الآن مع المغرب».
وأضاف البرغوثي «مع ذلك لست متأكدا أن ما سيقدمه ترامب ستتمسك به الإدارة الأمريكية القادمة»، في إشارة إلى تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة في 20 جانفي المقبل.
وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر 2000 أعلن المغرب إغلاق مكتب الاتصال في تل أبيب، الذي فتح عام 1994، وفي المقابل أغلق مكتب الاتصال التابع للاحتلال بالرباط أبوابه.
وبإتمام اتفاق التطبيع سيكون المغرب، الدولة العربية السادسة، التي تطبع مع الاحتلال الصهيوني بعد الإمارات والبحرين والسودان (2020) والأردن (1994) ومصر (1979)، والدولة المغاربية الوحيدة.
