-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

حرب قذرة على جامع الجزائر


قد يكون جاهزا قبل الموعد المحدد

حرب جديدة على جامع الجزائر



ـ الشيخ بن خليفة ـ

عادت أبواق إعلامية تغريبية لتعلن حربا جديدة على مشروع جامع الجزائر، مستخدمة أسلحة صدئة وأشخاصا مشبوهين، ومتخفية وراء غطاء حرية التعبير التي أصبحت مركبا لممارسة التهريج حينا وتضليل الرأي العام حينا آخر، بينما يغط دعاة الدفاع عن الثوابت وأدعياء الذود عن المقدسات في سباتهم العميق، تاركين الساحة كلها للتغريبيين الذين يعيثون فسادا وإفسادا، محاولين إطفاء نور مشروع "الجامع الحلم".. وللجامع رب يحميه، ورجال واقفون يبنونه..
وتفاجأ قراء بعض الجرائد الناطقة باللغة الفرنسية،، وهم يتابعون حملة دعائية جديدة شرسة على مشروع جامع الجزائر، الذي حاربته جهات مشبوهة طيلة نصف قرن تقريبا من الزمان، وهي الحملة التي اتكأت هذه المرة على عريضتين قيل أن مواطنين يقفون وراءهما.
ويزعم أصحاب الحملة الجديدة ـ القديمة أن عددا من المواطنين يرفضون إقامة مشروع جامع الجزائر بدعوى أن تكلفته كبيرة جدا، وأن البلاد بحاجة إلى مشاريع "أكثر نفعا" و"أكثر استعجالية"، مثل المستشفيات والمدارس، وهو "كلام صابح" سبق ترديده من قبل، وتم الرد عليه أيضا من خلال التأكيد بأن الغلاف المالي المرصود لجامع الجزائر، وإن بدا كبيرا لا يمثل إلا القليل ضمن ما رُصد لمشاريع مختلف تم الشروع في إنجازها، أما كلام بعض أشباه الخبراء وأنصاف المهندسين الذين يحاولون ضرب "القيمة التقنية" للمشروع، فهو كلام لا ينطلي إلا على من يجهل تفاصيل المشروع الذي أبهر خبراء أجانب وأشعل نار الغيرة في قلوب أشباه الخبراء الفاشلين..

رد مبين على الجهلة والمتطاولين
أصحاب الحملة الدعائية القذرة على جامع الجزائر اعتادوا على التعامل ببعض المهنية والاحترافية مع معظم الملفات التي يتناولونها في صحفهم، ولكن هذه المهنية تختفي تماما حين يتعلق الأمر بجامع الجزائر، حيث تحدثت صحيفة "من إياهن" مع أشباه الخبراء والمهندسين، مع تضخيم صفاتهم وتفخيم ألقابهم، ونشرت آلاف الكلمات حول المشروع الضخم، ولم تكلف نفسها عناء الاتصال بالوكالة الوطنية المكلفة بإنجاز الجامع وتسييره، ولا شك أنها تعرف أن لدى هذه الوكالة من البراهين والحجج التي تؤكد خطأ معطيات "أعداء المشروع" ما يجعلهم يصمتون للأبد، ولذلك فهي تتصل بالجميع إلا بالقائمين على تجسيد المشروع.
وسخر الأستاذ أحمد مدني، رئيس دائرة الإعلام والتوثيق بالوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره، من السخافات التي يروجها "محاربو المشروع"، مشيرا إلى أن حرية التعبير لا تعني تضليل الرأي العام.
مدني قال أن تكلفة جامع الجزائر لا تمثل سوى 0.28 بالمائة من المبلغ المالي الإجمالي المرصود لتنفيض مشاريع المخطط الخماسي، وهو مبلغ قيمته 286 مليار دولار، وبالتالي فإن المشروع لا يؤثر أبدا على غيره من المشاريع، ولا يعرقل إنشاء مدارس ومستشفيات، فبينما يتواصل إنجاز "الجامع الحلم" يتواصل إنشاء هياكل صحية وتربوية مختلفة، وبالتالي فإن حجة أصحاب الحملة باطلة، ولا أساس لها.
وأشار أحمد مدني إلى أن 43 بالمائة من قيمة الغلاف المالي المخصص لجامع الجزائر سيتم صرفه بالعملة الوطنية الدينار، يذهب جزء كبير منه لتسديد أجور العمال الذين استفادوا من فرصة الشغل من خلال المشروع، بينما توجه الـ57 بالمائة المتبقية من الغلاف المالي لاستيراد الوسائل الحديثة اللازمة لإنجاز المشروع الفريد من نوعه، ليس في الجزائر فقط، بل في العالم كله.
وبخصوص مزاعم بعض الذين يصنفون أنفسهم في خانة كبار خبراء الهندسة المعمارية، ويزعمون أن جامع الجزائر سيبنى على أرضية هشة، قال مدني أن بعض هؤلاء تمت دعوتهم للمشاركة في ملتقيات أقيمت خصيصا لأجل دراسة الجوانب التقنية للمشروع، ولكنهم أبوا المشاركة لحاجة في أنفسهم، مذكرا بأنه تمت الاستعانة بمئات الخبراء والمختصين الجزائريين والأجانب الذين منحوا الضوء الأخضر للبدء في تجسيد مشروع طال انتظاره..

مفاجأة سارة
بدأ حلم جامع الجزائر يقترب من التجسيد أكثر فأكثر، حين أعطيت يوم الثلاثاء 28 فيفري بالجزائر العاصمة إشارة الانطلاق الرسمي لإنجاز المشروع، بعد أن تم التوقيع على عقد إنجاز وتسليم الأمر بالخدمة للشركة الصينية العمومية لهندسة البناء العملاقة "شاينا ستايت كونستراكشن".
ومن المقرر أن يستغرق إنجاز هذا المشروع الحضاري الكائن ببلدية المحمدية (شرق العاصمة) 42 شهرا، حيث من المنتظر أن يسلم خلال شهر أوت من سنة 2015، ولكن بعض المصادر المطلعة جدا تبشر بإمكانية إتمام إنجاز المشروع قبل ذلك التاريخ، في حال استمرار الأشغال بالوتيرة الحالية، وهي مفاجأة سارة بلا شك لملايين الجزائريين المتعطشين للصلاة في "الجامع الحلم".
ولو لم يكن لجامع الجزائر من وظيفة أخرى غير تمكين عشرات الآلاف، من الجزائريين وغيرهم، من الصلاة فيه، لكفاه ذلك شرفا، ولكان سببا كافيا للإشادة بهذا المشروع العملاق، فكيف به وهو جامع وجامعة ومركز للبحث العلمي ومنارة حضارية رائعة يمكنها أن تصبح مستشفى كبيرا لكل المتطاولين من الجهلة والمتطرفين الذين يهاجمون الآن جامع الجزائر، وهم لا يعرفون أسراره التي سنحاول الغوص فيها من خلال هذه المتابعة التي جمعنا فيها حقائق تُنشر لأول مرة حول هذا الصرح الذي لا مثيل له في الجزائر والعالم، سواء في جانبه العمراني أو جانبه الوظيفي.
غإضافة إلى كونه مسجدا ـ المسجد في اللغة مكان السجود ـ كبيرا، هو "مستشفى روحي عملاق"، وهو فضاء للبحث العلمي والدراسات الجامعية العليا في الشريعة، وهو مكتبة عملاقة تضم مليون كتاب، وهو متحف ضخم، وهو حديقة روحية وطبيعية خلابة، وهو أقوى بناء مضاد للزلازل بالجزائر، وربما في القارة الإفريقية، ومن أشد البناءات مقاومة للزلازل في العالم بأسره.. وهو مركز لإنتاج الكهرباء.. اشترك في الإعداد لإنجازه أزيد من ألف خبير من مختلف التخصصات، وسيكلف خزينة الدولة أكثر من مليار أورو، وهو مبلغ ليس كبيرا قياسا لعظمة المشروع الذي تعرض في الآونة الأخيرة إلى محاولات علمانية دنيئة لتشويهه والنيل من قيمته التي لا يستشعرها من في قلوبهم مرض، نسأل الله أن يرزقهم الشفاء العاجل.

جامع الجزائر.. حلم يتحقق بعد 50 سنة!
إذا كانت رؤيا سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والسلام، حين رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين قد تحققت بعد أربعين سنة من حلمه، فإن حلم جامع الجزائر لم يبدأ في التحقق إلا بعد خمسين سنة من بداية الحلم الذي يجهل كثيرون أن التفكير به بدأ بعد الاستقلال مباشرة، حيث فكر القائمون على تسيير شؤون الدولة الجزائرية بعد شهور قليلة من الاستقلال في إنجاز معلمين عملاقين يرمز أحدهما للبعد الثقافي والانتماء الحضاري الإسلامي للجزائر، ويشير الآخر للبعد التاريخي، وكان الحلم المزدوج يقضي بإنشاء جامع عملاق ومركب أثري وسياحي رائع يسمى رياض الفتح، ولأسباب مختلفة تم إنجاز المعلم الثاني الذي اختير له اسم برمزية إسلامية راقية، فالرياض هي جمع الروضة، وهي حدائق الجنة، وهو المعلم الذي تُختصر رمزيته في مقام الشهيد، وتحول للأسف عن طابعه الأصلي بعد أن أصبح يضم مجموعة من القاعات المتخصصة في اللهو، وتأخر إنجاز المعلم الأول، وهو جامع الجزائر.
وقد كان من المقرر أن يُنجز الجامع العملاق فوق هضبة العناصر، في الموقع الذي يضم الآن قصر ووزارة الثقافة، ولكن المشروع لم يُكتب له أن يرى النور طيلة أربعة عقود ونصف من الاستقلال، وانتظر الجزائريون العهدة الثانية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليسمعوا بإخراج المشروع الحلم من أدراج النسيان، وقد ساعدت البحبوحة المالية التي تشهدها الجزائر في السنوات الأخيرة، بعد أن منّ الله على الجزائر بارتفاع أسعار النفط والتحرر من أغلال المديونية الخارجية، على التعجيل بالبدء في تحويل الحلم إلى حقيقة، وسيبقى محفوظا في كتب التاريخ أن المشروع الذي ظل حلما طيلة عشرات السنين تحول على يد بوتفليقة إلى حقيقة، وهو شرف ما بعده شرف، كيف لا ورسول اله محمد عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الشريف المتفق عليه: "من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنة"..

1000 خبير ساهموا في إعداد المشروع
قبل أن تفوز الشركة الصينية "شاينا ستايت كونستراكشن"، في خريف سنة 2011 بشرف بناء جامع الجزائر، كان مشوار المشروع طويلا وقد كانت البداية الفعلية بالاعتماد على استشارة تقنية تشرف بالقيام بها مكتب دراسات كندي سنة 2006، وفي السنة الموالية، 2007، تم تنظيم مسابقة وطنية ودولية في الهندسة المعمارية حول التصميم الأولي لجامع الجزائر، وهي المسابقة التي شهدت مشاركة 17 مكتب دراسات ذات سمعة دولية، وأشرف عليها خبراء جزائريون وعرب وأجانب اشتغلوا لفترة طويلة بهدف المفاضلة بين التصاميم، ليقع الاختيار في النهاية على تصميم تقدم به مكتب دراسات ألماني، وهو التصميم الذي تفوق على غيره بكونه جمع بين الأصالة والمعاصرة وتم إنجازه بطريقة تسمح بإدخال تعديلات عليه، علما أن تصميما فرنسيا فاز بجائزة أحسن تصميم لكنه لم يُعتمد لكون إنجازه من الناحية التقنية مستحيل.
ولأن المشرفين على المشروع يدركون أنهم بصدد إنجاز معلم ـ والمعلم يدوم أطول فترة ممكنة مما يفرض تشييده بأجود طرق ومواد ومعدات الإنجاز ـ فقد استعانوا بعدد كبير جدا من الخبراء والعارفين، حيث أن هذا التصميم تم تمحيصه من طرف أكثر من ألف خبير، ضمتهم نحو 400 ورشة استعانت بمؤرخين كبار ومختصين حرصوا على إضفاء الطابع الحضاري الإسلامي على المشروع دون استبعاد الطابع المغاربي ـ الجزائري الأصيل، وقد أدخل هؤلاء الخبراء والمختصون بعض التحسينات والتعديلات على التصميم دون المساس بجوهره الذي لقي إعجابهم وحاز إجماعهم، فهل هؤلاء الخبراء الجزائريين والعرب والأجانب جميعا جهلة وأغبياء حتى يطلع علينا اليوم بعض المتنطعين والمتفلسفين للطعن في القيمة الحضارية والمعمارية لجامع الجزائر؟..

جامع الجزائر يتحدى الزلازل!
اختيار موقع إنجاز جامع الجزائر لم يكن اعتباطيا، بل جاء من بين 14 موقعا مقترحا، وبعد أن قدّر المشرفون على المشروع أن الموقع المختار ببلدية المحمدية، هو الأكثر ملاءمة لتجسيده، ومن لطائف القدر أن يقام أكبر مسجد بالجزائر يُذكر فيها اسم الله، ويسبح له فيه بالغدو والآصال "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"، ويُصلى فيه صبحا وعشية على النبي وآله في بلدية تحمل اسما مستمدا من اسم النبي المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
ويقدّم القائمون على المشروع ثلاثة أسباب يرون أنها كانت كافية لاختيار الموقع النهائي لإقامة جامع الجزائر، يتمثل الأول في كونه يتوسط خليج العاصمة، والثاني في كون الأراضي به ملك للدولة، أما العامل الثالث فهو "سخاء المساحة" التي تقدر بعشرين هكتارا، هذه المساحة بدورها كانت عاملا حاسما في التصميم النهائي للجامع، وهي التي فرضت حجمه، سواء من ناحية السعة أو العلو.
وردا على بعض المتطاولين على المشروع الذين ادعوا أن جامع الجزائر مرشح للسقوط نتيجة هزة أرضية متوسطة الشدة، قال مصدر مأذون من الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير الجامع أن التقنيات المستخدمة في بنائه تستعمل لأول مرة في بلادنا، وهي تجعل منه بناء مضادا للزلازل بامتياز، حيث أنه في حالة حصول زلزال بشدة 9 درجات على سلم ريشتر فإنه يصل لقاعة الصلاة بشدة 3 درجات!
ودون شك، فإن الوصول إلى إنجاز جامع بهذه المقاييس لن يكون مجرد أمنية من إطارات المشروع، بل هو نتيجة لاجتهاد مضن استمر طويلا، وتطلب جهدا كبيرا، حيث أنه بعد أن تقرر إنجاز جامع الجزائر بالأرضية المخصصة له في بلدية المحمدية، تم القيام بدراسات طبوغرافية معمقة للتربة استمرت على مدار شهرين تحت إشراف خبيرين من أبرز خبراء العالم في الاختصاص، أحدهما ألماني والآخر كندي، لتثبت الدراسات في الأخير أن التربة صحية والأرضية صالحة لإنجاز مشروع بهذا الحجم.
ولم تكتف الوكالة الوطنية لإنجاز الجامع بذلك، فحرصا منها على إنشاء بناء عملاق بمقاييس عالمية متطورة، وبأحدث التقنيات المضادة للزلازل ـ أو بالأحرى المخففة من آثارها ـ استعانت بأكبر وأشهر وأمهر الخبراء العالميين المختصين في الأنظمة والتقنيات والبناءة المقاومة والمضادة والعازلة للزلازل، وتم القيام بدراسة زلزالية شملت كامل مساحة الأرضية المخصصة للجامع، كما تم تنظيم ملتقى دولي حول مواد البناء، دون إهمال البحث عن أحدث طرق صيانة مثل هذه المواد التي يمكن أن تتأثر نوعيتها بمرور السنين، ليكون المشروع بذلك مرجعا هاما للباحثين والدارسين والمهتمين.

عند الضرورة.. "الجامع" يتحول إلى ملجأ كبير!
ما لا يعرفه كثيرون أن جامع الجزائر ليس مجرد مكان للصلاة ـ ولو أن ذلك يكفيه شرفا ـ وإنما هو معلم حضاري جامع، حيث سيكون بمثابة مركز كبير للبحث العلمي، وفضاء سياحي، كما يمكنه أن يتحول إلى ملجأ كبير في حالة الكوارث لا قدّر الله.
وحسب مصدر مطلع، فإن مصممي جامع الجزائر، تنفيذا لرغبة السلطات الجزائرية، أخذوا بعين الاعتبار إمكانية استغلال هذا الصرح لأسباب إنسانية، حين يستدعي الأمر ذلك، حيث أنه تقرر أن يحتوي على قاعة كبيرة للإغاثة، ومواقع لإيواء عدد كبير من اللاجئين، وأماكن لتخزين الألبسة والأفرشة والأغطية، ناهيك عن مركز للحماية المدنية.
وتضاف هذه الوظيفة "الإنسانية" إلى جملة من الوظائف الحيوية التي يُنتظر أن يقوم بها جامع الجزائر بعد إتمام بنائه من طرف الشركة الصينية العملاقة "شاينا ستايت كونستراكشن" التي تمتلك استثمارات في أكثر من 160 دولة، ورقم أعمالها يقدر بنحو 70 مليار دولار، علما أن هذه الشركة قامت ببناء 80 بالمائة من العمارات العملاقة في دولة الصين، ولها إنجازات ضخمة في العديد من بلدان العالم.
وبالنظر إلى التجربة الكبيرة للشركة الصينية المذكورة، يُنتظر أن يكون جامع الجزائر تحفة بكل المقاييس، ومعلما يتحدى الزمن والكوارث الطبيعية وغيرها.
وبالتأكيد لن يكون جامع الجزائر مكانا للصلاة فحسب، بل سيكون فضاء حضاريا جامعا بالمعنى التام للكلمة، يضم، من بين ما يضمه، مكتبة ضخمة بطاقة مليون كتاب، تتيح إمكانية كل أنواع المطالعة، التقليدية، الإلكترونية، والسمعية البصرية، ويضم 12 قاعة كبيرة للمحاضرات بالمقاييس العالمية المتطورة، وكذا "دارا للقرآن" بمثابة مدرسة عليا لتكوين دكاترة في العلوم الإنسانية عموما، مع التركيز على العلوم الدينية، وتكون الدراسة في "دار القرآن" بالنظام الداخلي، أي بتوفير الإقامة للطلبة والباحثين، بسعة تقدر بـ300 غرفة فردية، وبذلك ستستعيد الجزائر دورها كمركز للإشعاع الديني والحضاري.

شاهد ورمز من ذهب
جاء مشروع جامع الجزائر في إطار برنامج ديني وثقافي وعلمي عظيم أقرتـــــه الدولة الجزائرية في إطار برامج التنمية الشاملة للبلاد.
سيصبح هذا الجامع مكانا جامعا يقصده الزوار للقاء والعبادة والنزهة يلتقي فيه المجتمع العاصمي والمجتمع الجزائري عامة، يكون ذا طابع مزدوج، ليس فقـــــط باعتباره فضاء يلتقي فيه عباد الرحمان لتأدية فرائض الصلاة، ولكنه أيضا، قطب جذاب يلتقي في رحابه الباحثون والمؤرخون والفنانون والمبدعون، طلبة العلم والمعرفة والسواح والعامة.
ينتظر من هذا الفضاء الرحب أن يصبح قطبا جديدا للنشاط والتبادل، وشاهدا روحيا يصرخ بأعماق البعد الثقافي والنمط الهندسي المعماري لهذه الأمة،
جامع الجزائر هو شاهد ورمز في ذات الوقت، يؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ الجزائر المجيد فيصبح جامع الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية، كما أرخ من قبله الجـــامع الكبير الذي بناه المرابطون في القرن الحادي عشر(11) ومسجد كتشاوة الذي شيد في القرن السابع عشـــر (17) أثناء الفترة العثمانية
مجسم ومهيكل بجميع المقاييس يندرج ضمن التهيئة الجديدة لخليج العاصمة الخلاب، فجامع الجزائر بطابعه الخاص سيضم بين أحضانه أيضا أنشطة ذات طابع روحي وثقافي وعلمي، كما هو دائما الإسلام في الجزائر، يبرز ضمن خصائص العاصمة بأبعاد إستراتيجية ليس فقط كإنجاز لمجموعة من التجهيزات العمومية المتناسقة ولكنه، بالأخص كمعلم حقيقي يجمع بين الأصالة والعصرنة يكون في مستوى عاصمة بلد مثقل بالأحداث التاريخية الزاخرة بالأمجاد والبطولات.
ويضم المشروع 12 بناية منفصلة تتربع على موقع يمتد على حوالي 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تفوق 400 ألف متر مربع.
ومن المقرر أن يتوفر هذا الصرح الحضاري --الذي سيشيد وفقا لنظام مضاد للزلازل-- على قاعة للصلاة تقدر مساحتها بهكتارين وتتسع لـ120 ألف مصلي استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغاربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات.
وحسب المجسم الذي عرض خلال شهر اكتوبر المنصرم على رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة فان قاعة صلاة المسجد مزينة بالرخام والحجر الطبيعي وبقبة عظيمة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى القاعة كما تضيء بأنوارها ليلا.
وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي إسلامي.
أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين والتجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب والوسائل السمعية البصرية.
وترتفع منارة الجامع على علو يقدر بـ300 متر وهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغاربية وقد روعي في تصميمها الإستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الإسلام الخمسة.
وتتوفر منارة الجامع --التي تضم متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية-- على مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة وضواحيها على مدار 360 درجة.
ولتسهيل راحة المصلين والزائرين والطلبة فقد زود الجامع بحظيرة للسيارات تتسع لـ6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم.
يذكر أن الدراسة الخاصة بإنجاز هذا المشروع كانت قد أسندت إلى المجموعة الألمانية "أنجل وزيمرمان" و"كرابس وكييفر انترناشينال جي أم بي أش" و"كرابس وكييفر وبرتنار انترنشينال" خلال شهر جانفي 2008 بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لإنجاز هذا الصرح المعماري.

ثلاثة أرقام تضبط هندسة الجامع!
كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد وضع حجر الأساس للمشروع في الذكرى السادسة والخمسين لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، وتطلب مراجعة العقد المتكون من عشرين مجلدا تضم 12 ألف صفحة اربعة اشهر. وقدمت لجنة مكونة من مؤرخين ومهندسين معماريين ومختصين في الفن الإسلامي تصورها لجامع الجزائر الكبير لمكتب الدراسات الالماني المكلف بالمشروع، علما أن "كل الهندسة والحسابات الرياضية لجامع الجزائر مبنية على ثلاثة أرقام هي واحد وثلاثة وخمسة.. واحد لله وثلاثة للحياة والموت والبعث وخمسة لأركان الإسلام".
وتعمل الشركة الصينية في الجزائر منذ 30 سنة واشتهرت ببناء اكبر خمسة فنادق بالجزائر خاصة منها شيراتون الجزائر وشيراتون وهران ورونيسونس بتلمسان (غرب). وروعي في هندسة الجامع الجنب البيئي، اذ وضع المهندسون تقنية خاصة لتجميع 30 ألف متر مكعب من مياه الامطار وتخزينها لاستخدامها في ري المساحات الواسعة من الحدائق المحيطة بالمسجد. وتشتهر الجزائر العاصمة بثلاثة مساجد تاريخية، هي الجامع الكبير (القرن الحادي عشر ميلادي) والجامع الجديد (القرن السابع عشر) وجامع كتشاوة المبني في نهاية القرن الثامن عشر والذي حوله الاستعمار الفرنسي (1830-1962) إلى كنيسة، قبل أن يعود إلى اصله عند استقلال الجزائر.
--------------
بطاقة فنية لجامع الجزائر
كلفت ولاية الجزائر باقتراح الموقع المناسب لجامع الجزائر وأسندت بدورها هذه المهمة إلى المركز الوطني للدراسات والأبحاث التطبيقية (CNERU) حيث تم بهذا الصدد مسح عدد من المواقع (10) في البلديات التالية: بوزريعة، سطاولي، الشراقة، حسين داي (خروبة) وأخيرا بلدية المحمدية.
في 05 من أكتوبر 2006 تم إصدار المرسوم التنفيذي رقم 349-06 المتضمن التصريح بالمنفعة العمومية للعملية المتعلقة بإنجاز "جامع الجزائر" الذي يحدد الأرضية بمساحة تقدر بــــ 20 هكتار ببلدية المحمدية.

قاعة الصلاة والمساحة الخارجية
- مدخل مهيأ بمساحة تقدر بــ20 ألف متر مربع
- صحن الجامع بمساحة تقدر بــ 20 ألف متر مربع
- قاعة صلاة مغطاة بمساحة بــ 20 ألف متر مربع مع إمكانية وجود طوابق أخرى تخصص للنساء وللنشاطات الثقافية، الطابق العلوي يصل ارتفاعه إلى 45 متر وتتوسطه القبة بقطر 50 متر التي يصل إرتفاعها عن الأرض إلى 70 متر.

المنارة
تكون مميزة بعلوها قرابة 264 متر وحيويتها، مفتوحة للزوار تتضمن عدد من المستويات العلوية يضم كل مستوى نشاطات ثقافية وتاريخية لقرون من الزمن من التاريخ الإسلامي.
- مستويات علوية أخرى للتأمل وللخدمات الضرورية.
- مع مستويات أخرى تخصص لمراكز البحوث العلمية التي تتطلب تجهيزاتها علوا معينا.

المركز الثقافي
ويكون عبارة عن فضاء لممارسة النشاطات الثقافية، مثل:
- المكتبات.
- قاعات المطالعة.
- فضاءات للعرض.
- فضاءات لأنترنيت والفيديو والأفلام.
- مدرجات.
- قاعات للمحاضرات.
- قاعات لعمل اللجان من 30 إلى 50 مقعد.
- ورشات لمختلف الفنون.
- مراكز أبحاث في العلوم الإنسانية.
- فضاء إداري لتسيير المركز الثقافي.

دار القرآن
وهي عبارة عن مدرسة عليا للتكوين ما بعد التدرج، تتسع لـ300 مقعد بيداغوجي لتكوين دكاترة دولة في العلوم الإسلامية والاجتماعية وتحتوي على:
- قاعات للدروس
- قاعة للسمعي البصري
- إقامة للطلبة
- قاعة للمحاضرات
- مكاتب إدارية لتسيير دار القران
مرافق وملحقات ضرورية
- مقاهي ومطاعم
- سكنات وظيفية
- ورشات للإنتاج وللتسويق للصناعات التقليدية
- حديقة لراحة والاستجمام تتربع على مساحة 1000 متر مربع
- مراب يتسع لـ4000 إلى 6000 سيارة
- مجمع إداري لتسيير المعلم
- مساحات خضراء مهيأة على مساحة 2000 متر مربع

* الموقع الرسمي لجامع الجزائر:
http://www.djamaa-el-djazair.com /

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020