-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

عطوان: "الغرب يخطط لثورة في الجزائر!"


مستندا إلى تقارير غربية.. عطوان:

الغرب يخطط لثورة في الجزائر!



ب. الشيخ
استند الإعلامي الفلسطيني الشهير عبد الباري عطوان إلى ما أسماه بعض التقارير الغربية ليؤكد أن الغرب يخطط منذ فترة لإشعال فتيل "ثورة شعبية" في الجزائر هدفها إسقاط النظام الحالي، مشيرا إلى أن "صمود النظام السوري" يكون سبب تأخر تنفيذ المخطط الغربي الدنيء الذي يهدف، من ضمن ما يهدف، إلى تقسيم الجزائر.
وذكر عطوان الذي يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر بالعاصمة البريطانية لندن، في مقال كتبه تحت عنوان "العاهل الأردني والدولة العلوية" أن الهدف الأول الذي سطرته القوى الغربية بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا هو العمل على إشعال نيران ثورة بالجزائر.
يقول عطوان في فقرة من مقاله المذكور: "من الواضح، ومن خلال بعض التقارير الغربية، أن خطة أصدقاء الشعب السوري كانت تتلخص في الإطاحة بالنظام والاستيلاء على ترسانته من الأسلحة النووية، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، للتفـــــرغ لانجاز هـــــدفين أساسيين، الاول: هو إشعال ثورة شــــعبية في الجزائر تطيح بالنظام الحالي. والثاني البدء في تنـــفيذ الاتـــــفاق الإسرائيــــلي ـ الأمريكي بضرب المنشآت النووية الإيرانية، بعــــد تحيــــيد العامل السوري، وعزل حزب الله في لبنان ومحاصرته وربما تصفيته عسكريا وامنيا وسياسيا، من خلال هجوم موسع".
ويرى الكاتب الفلسطيني أنه "ليس من قبيل الصدفة أن يقوم السيد سعيد جليلي ممثل السيد علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية، بزيارة خاطفة إلى كل من بيروت حيث التقى السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله، ودمشق للاجتماع بالرئيس السوري بشار الاسد، والتأكيد بأن إيران لن تسمح بكسر محور المقاومة الذي تشكل سوريا ضلعا اساسيا فيه".
ويستشف القارئ لمقال عطوان ذاك، ومقالات أخرى، أن تأخر حسم الصراع على السلطة في سوريا، وتعقد المشهد السوري، وتداخل مصالح العديد من الدول، هو ما يجعل المخطط الغربي "للتخلاط في الجزائر" وكسر شوكة حزب الله مؤجلا إلى تاريخ غير معلوم.
وعن الأزمة السورية، يقول عطوان أنه "من الصعب أن يتكهن أي إنسان، مهما بلغ من الحكمة والخبرة، بالصورة التي ستنتهي عليها الأوضاع في سوريا، ولكن ما يمكن التكهن به هو أن الصراع المسلح الدائر حاليا على الأرض سيطول، وان النظام السوري لن يسقط خلال ايام، رغم الانشقاقات التي تعرض لها وأحدثت هزة نفسية وإعلامية، صعّدت آمال الكثيرين في هذا المضمار".
ويضيف الإعلامي الفلسطيني أن "الذين تدخلوا في هذه الأزمة، خاصة اولئك الذين دفعوا باتجاه عسكرة الثورة السورية، ودعموا المعارضين بالمال والسلاح، لم يتدخلوا من اجل احلال الديمقراطية وحقوق الانسان وتخليص الشعب من نظام ديكتاتوري دموي سلبه كرامته وحرياته، كما انهم لم يتوقعوا أن تستمر، اي الأزمة، لأكثر من اسابيع أو اشهر معدودة، وهنا جاء الخطر الاكبر والكارثي في الحسابات"، مضيفا أن "النظام السوري صمد طوال هذه المدة لأن معظم الانشقاقات التي وقعت في صفوفه كانت اعلامية صرفة، وفي اطار حرب نفسية، ولم تحدث اثرا جديا يضعف النظام ويقوّض اركانه. اسماء كبيرة.. نعم.. ولكنها دون جذور حقيقية أو لاعبة اساسية في دائرة صنع القرار".
ويشير عطوان، في مقال آخر، على أنه بعد أن تم تقسيم السودان، فإن الدور الآن على سوريا، ومن بعدها الجزائر ومصر والسعودية، ويذكر أن الدبلوماسي الجزائري المخضرم لخضر الابراهيمي ربما "يجري توظيفه في اطار خطة لتفتيت سوريا وتقسيمها إلى دول، أو جيوب طائفية متصارعة، تمتد، اي الخطة، إلى المنطقة بأسرها، وربما بلده الجزائر نفسها في مرحلة لاحقة. فهذه المهمة القذرة يجب أن تحارب، واذا كان لا يريد محاربتها فعليه أن يتركها للآخرين، وما اكثرهم، لان التاريخ لم يرحم ولن يرحم".
وذكّر رئيس تحرير صحيفة القدس العربي أنه في عام 1934 وضعت سلطات الانتداب الفرنسي خطة مماثلة لتقسيم سوريا إلى خمس دول، على اسس طائفية مذهبية وعرقية، اثنتان سنيّتان في حلب ودمشق، وواحدة درزية في جبل العرب (الدروز سابقا) ورابعة علوية في الساحل (طرطوس واللاذقية) وخامسة تركمانية في لواء الاسكندرون، موضحا أن هذه الخطة فشلت لأن الشعب السوري رفضها وقاومها للمحافظة على الوحدة الجغرافية والديموغرافية لوطنه.
ويشير عطوان إلى أنه بعد ثمانين عاما يعود هذا المخطط ليطل برأسه من جديد، حيث تواجه سوريا التفتيت عمليا، فكل شيء في سوريا هذه الايام مفتت أو مقسم، السلطة مقسمة ومتآكلة، الوحدة الترابية مفتتة، المعارضة مفتتة ومقسمة، لا شيء موحد على الاطلاق، ويبدو أن نصائح برنارد لويس بدأت ترى النور، ومخططات التفتيت تتواصل، فحلب تقريبا منسلخة، والشمال الكردي شبه مستقل، ودمشق معزولة، والطريق إلى اللاذقية غير آمن، وحمص متمردة على النظام. وفي ليبيا برقة تستعد للانفصال، وبعض اهلها يريدون التحوّل إلى مشيخة خليجية أو امارات اخرى، يستمتعون بنفطها بمعزل عن طرابلس وفزان، وحال العراق معروف للجميع. ألم يقل برنارد لويس أن العراق دولة مصطنعة ركبتها بريطانيا ويجب تقسيمها على اسس عرقية وطائفية قبل الحرب الاخيرة؟
ويتساءل علد الباري عطوان قائلا: لا نعرف ما اذا كانت الدول العربية الاخرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب (نستثني السودان لأنه مفكك، واليمن في الطريق) على دراية بأن هذا المخطط سيصل اليها حتما؟ فمن كان يتصور أن النظام السوري الذي ساند الحرب على العراق تحت عنوان تحرير الكويت سيكافأ بهذه الطريقة؟
السؤال الذي نطرحه على الدول العربية التي تشارك بحماس في تحالف اصدقاء سوريا، وقبلها اصدقاء ليبيا، عما اذا كانت على اطلاع على النوايا الغربية للمنطقة ومستقبلها، وكيف ستكون عليه بعد عشر سنوات أو عشرين عاما على الاقل؟ هل اطلعها الغرب على كل التفاصيل؟.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020