-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

أليس فيكم رجل رشيد؟!


تجلس قبالة التلفاز باحثا عن آخر الأخبار، وأنت تُمني نفسك ألا تكون أخبارا قاسية، ورغم ما سمعته عن قناة الجزيرة الفضائية من أحاديث عن التضليل وقلة المهنية، لا تجد حرجا في ضبط جهاز الاستقبال عليها، علك تجد فيها ما يكذب ما سمعته عنها..
فجأة.. تشاهد صورة طفل سوري مقتول بوحشية.. وأمه قربه باكية.. لربها شاكية.. ثم تسمع صوت صحفي القناة القطرية يتحدث بهدوء، وكثير من التأثر، عن "جريمة الجيش، أو الأمن السوري" في حق طفل بريء ربما لا يعرف اسم رئيس الدولة، ولا يفرق بين الحاكم والمحكوم..
تتسارع دقات قلبك، ويسري الغضب مجرى الدم في عروقك، وتبغض النظام السوري أشد البغض وتدعو عليه بالعقاب النازل، وتتمنى له الزوال العاجل.. فنظام يقتل الأطفال بعد تعذيبهم، ويمثل بجثثهم بعد قتلهم، لا يستحق البقاء ثانية واحدة..
وربما يأخذك الحماس والعاطفة إلى حد أنك تتخيل أن الله قد يستجيب لدعائك عاجلا، فتغير المحطة، وتضبط جهاو الاستقبال على قناة سورية، لعلها تسمع البشائر بسقوط النظام الجائر، فتشاهد ما لا يخطر لك على بال.. والدة الطفل المغدور به، الذي كنت تشاهد جثته على "الجزيرة" تدعو الله أن ينتقم من "الجزيرة"، وتبرّئ الجيش من دم وليدها..
هنا سيغلي الدم في عروقك.. لن تقل شفقتك على الطفل المقتول، ولكن غضبك سيغير موقعه، فبعد أن كنت تلعن نظام الأسد، ستلعن قنوات التضليل ومواقع الإفك والبهتان، التي لا تملك ذرة من الحياء تجعلها تكف عن ترديد أكاذيبها المفضوحة، فمرة تنشر صورة لطفلة عذبها والدها في المغرب، وتنسب تعذيبها للأمن السوري، ومرة تنشر صورة طفل مسكين تعرض لمعاملة وحشية في اليمن، وتمنحه الجنسية السورية زورا وبهتانا..
الأكيد أن النظام السوري ليس ملائكيا، ولكن الأكيد أيضا أن بعض القنوات تحولت إلى شياطين ناطقة، يضعنا السكوت عليها في خانة الشياطين البُكم..
ولا نعتقد أننا سنكون مبالغين، أو مجانبين للصواب، إذا قلنا أن قنوات مثل "الجزيرة" و"العربية" ومن سار في فلكهما، قد صارت من علامات وشوك قيام الساعة وقر يوم القيامة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) رواه مسلم، وفي رواية: ((يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنْ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ)).
واسمع لهذا الحديث الصحيح عند مسلم، عن عامر بن عبدة قال: قال عبد الله بن مسعود: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ مِنْ الْكَذِبِ فَيَتَفَرَّقُونَ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَجُلًا أَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُهُ يُحَدِّثُ)).
ومن العجيب أن تواصل هذه القنوات سياساتها التضليلية رغم انكشاف أمرها، وانفضاح كثير من أكاذيبها، ولكن الأعجب من ذلك أن لا يتصدى لضلال وتضليل هذه القنوات الشرفاء فيها، من داخلها، أو على الأقل ينسحبون منها.. إن عجزوا عن التصدي لمخططات وخبث الواقفين وراءها.. أليس فيكم رجل رشيد؟..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020