خمّاس.. بين يدي غمّاس!

هل إيران أخطر من الكيان الصهيوني؟

من يستمع إلى تصريحات مسؤولين كبار في بعض البلدان العربية الواقعة في القارة الأسيوية يخيل إليه أن أنظمة بلدان الخليج ملائكية، نظيفة، ونزيهة، وديمقراطية، ولا تحب لشعوبها وجيرانها إلا الخير والسداد والنجاح والفلاح، وأن مشكلة المشاكل ومصيبة المصائب على سطح كوكب الأرض هي إيران، وأن بنسف نظام الملالي سيرتفع العرب إلى "العلالي"، وتنتهي مشاكلهم، ويغنى الفقير، ويسعد "الزوالي"..

هؤلاء العرب، سواء كانوا من العرب العاربة، أو العرب المستعربة، أو العرب الهاربة من قوميات أخرى، يقولون بكل صراحة بأن إيران أخطر من الكيان الصهيوني، وأن الأمريكان أطهر من أبناء إيران، ولذلك لا يتوانون في التعبير عن عدائهم لطهران مقابل ولائهم وعمالتهم للصهاينة والأمريكان، وإبداء استعدادهم لمساندة أي عدوان صهيوني أو صليبي أو صهيو ـ صليبي على بلاد فارس..

لسنا هنا في مقام الدفاع عن إيران، فلإيران ملايين المدافعين عنها، ولكننا في مقام استنكار هذا المنطق "اللامنطقي" الذي يجعل أنظمة بلدان تدعي الإسلام والحرص على مصالح المسلمين، تعادي أنظمة بلدان مسلمة، وتوالي أعداء الإسلام والمسلمين، من صهاينة مجرمين، وصليبيين معتدين..

كم يبدو غريبا أن نسمع أمير دويلة خليجية لا يعرف مواطنوها ما هي الانتخابات يبشر بالديمقراطية في دولة مجاورة لدويلته، ويؤاخذ نظامها على تحالفه مع إيران، ويصور الأمر كما لو كان تحالفا مع الشيطان، ويتصور لأبناء شعبه بصورة الملاك الطاهر، وهو الذي يعادي إيران لأنها شيعية، ويمد يده لـ"النتن ـ ياهو" ويقبل يد ليفني ويقبل بالعمالة للصهاينة ولعب دور "الخمّاس" بين أيدي "الغماس الأكبر".. أمريكا!

وفي ظروف مثل التي يعيشها العالم اليوم، وفي كل الظروف، يبدو المتحالفون مع إيران، الدولة المسلمة الشيعية، أشرف بكثير من المتحالفين مع إسرائيل، هذا الكيان الصهيوني الغاصب، وأمريكا، هذه الدولة التي تهتك عرض وأرض المسلمين كلما أتيحت لها الفرصة، وكلما جعل أشباه الأمراء في شبه جزيرة العرب من أنفسهم سجادا أحمر وبساطا طائرا يركبه الأمريكي ليدمر ما بقي من بلدان مسلمة لم تُدمّر!..