-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

ذاكرة جديدة..


ذاكرة جديدة..

ـ الشيخ بن خليفة ـ

العاشق الولهان الذي تكون نظرة الحب الأولى أغلى لحظة في حياته، وربما تكون تلك النظرة ـ في تقديره ـ كل حياته، يشعر بأنه بحاجة إلى ذاكرة جديدة حين تفرّق سبل الحياة بينه وبين من يحب، وحين يدرك بأنه لم يعد هناك أمل في الحصول على نظرة ثانية من تلك العيون، وأنه من المستحيل أن يلقى الحبيب في الدنيا، وربما حتى في الآخرة، وأن كل ما يمكنه فعله هو أن يتمنى له كل "كمية" السعادة الموجودة في الدنيا والآخرة، وأن يدعو ربه أن يهبه صبرا جميلا، وربما ذاكرة جديدة..

كذلك الشعوب حين تقع في الكره.. حين تجبرها دول طاغية على بغضها.. مثلما فعلت فرنسا في حق الشعب الجزائري.. تصبح بحاجة إلى ذاكرة جديدة تماما، حتى تنسى ما حصل لها، وتقبل مد يد الصداقة لمن طغى وتجبر وخرّب وأحرق ودمّر.. وقد قال أنه جاء ليعلم ضحيته الحضارة..

الحب يجعل المحب يتمنى لمن يحب كل خير الدنيا والآخرة، حتى ولو كان يعيش مع غيره، وعلى النقيض من ذلك لا يمكن للمبغض أن يرجو خيرا لمن يبغضه.. وفرنسا قضت 132 سنة، أو أكثر، وهي تزرع الشر في الجزائر، ومن الطبيعي أن يبغضها الجزائريون "الحقيقيون" ولا يرجون لها خيرا، وكل جزائري "حقيقي" بحاجة إلى "ذاكرة جديدة" لينسى ما فعلته فرنسا بآبائه وأجداده وبلاده..

طبعا نتحدث عن الجزائريين "الحقيقيين" الذي يعشقون تراب الجزائر، والذين تعيش هموم بلادهم في أعماقهم، حتى ولو كان يقيمون خارجها..أما الجزائريون "الطايوان" الذين يعتبرون أو يعتقدون أو يؤمنون أو يتصورون أن فرنسا تحب الجزائر ويتمنون الحصول على الجنسية الفرنسية أكثر من أي شيء آخر، ومنهم من باع ويبيع دينه وبلاده مقابل تلك الجنسية.. والذين يعتقدون أن فرنسا لم تفعل شيئا في الجزائر، أو أنها جاءت إلينا بالحضارة.. هؤلاء ليسوا بحاجة إلى ذاكرة جديدة، وإنما إلى قلوب جديدة!..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020