أغرب نداء للرئيس

أغرب نداء للرئيس بوتفليقة

"إلى السيد رئيس الدولة الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة..

أرجو منك أن تأمر بجعل الخمر في علب كرتونية..

وأن يجعل كل أنواع الخمر في كراتين صلبة..

وان يضع أمام الحانات الشرطة..

أكثر من نصف الجزائريين يشربون الخمر

وعلى حاجة صغيرة يتعاركو ويكسرو الزجاجة ويقتلو بعضاهم..

أرجو منكم أن تنشروا هذا النداء العاجل إلى السيد رئيس الجمهورية الجزائرية"!

هذا جزء من رسالة إلكترونية وصلتنا من شخص يقول أنه طبيب، وقد بدا جادا في رسالته إلينا، وندائه إلى رئيس الجمهورية، وهو النداء الذي يمكن وصفه بأغرب نداء لرئيس الجمهورية، فبعد أن كان بعض الجزائريين يطالبون السلطات العليا في البلاد بضرورة حظر استيراد "أم الخبائث" انخفض سقف المطالب، فأصبح البعض يطالب بمنع بيع الخمور في أماكن معينة، وأصبح آخرون يطالبون بأن يُمنع تسويق الخمور في ولايات معينة، قبل أن يطل علينا هذا "الطبيب" بعلاج يراه ناجعا لكثير من المشاكل التي يعيشها مجتمعنا، يتمثل في منع تسويق قارورات الخمر الزجاجية، والاكتفاء بالعلب الكرتونية.. وعيش تسمع عيش تشوف!

لقد سعدنا قبل شهور بنجاح حملة إلكترونية قادتها بعض فعاليات المجتمع المدني بولاية غرداية المحافظة جدا في غلق آخر محل لبيع الخمور بالولاية التي يعد تدخين السجائر في بعض بلدياتها سلوكا منافيا للآداب العامة، وسعدنا قبل شهور بحملة قادها بعض نواب المجلس الشعبي الوطني الرافضين لاستيراد الخمور من الخارج، ولكننا نكتشف الآن أن غرداية مجرد استثناء، وأن حملة هؤلاء النواب مجرد صيحة في واد..

كيف لا، وقد صار استهلاك بعض بني جلدتنا للخمور يفوق، بأضعاف، استهلاكهم للمشروبات الغازية، وأصبح بعض المجاهرين بالمعاصي يتفاخرون بشرب مختلف ماركات "أم الخبائث" جهارا نهارا، ويتبع ذلك، في كثير من الأحيان، تشاجر وتراشق بالزجاجات وجرائم وحوادث مرور..

ومادام الحال هكذا، نخشى أنه لم يعد غريبا أن يطلب طبيب من رئيس الجمهورية إصدار قرار لا يقضي بمنع استيراد أو تجارة الخمور، بل بتعبئة كل ماركات الخمور في علب من الكارتون، بعد أن تحولت أخلاق المجتمع إلى أخلاق كرتونية.. والله يجيب الخير..