-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

المواطن استقال.. ليحيا حزب غزال!


لهذه الأسباب.. أخفقت الأحزاب
المواطن استقال.. ليحيا حزب غزال!

ـ الشيخ بن خليفة ـ
سجلت الأحزاب السياسية، على كثرتها، إخفاقا حقيقيا حين فشلت في إقناع غالبية الناخبين بجدوى انتخابات الـ29 نوفمبر المحلية، وهو ما ينذر بنسبة مشاركة متدنية، يتوقع وزير الداخلية دحو ولد قابلية أن لا تتعدى الـ45 بالمائة، بينما يتوقع متتبعون أن لا تصل الـ40 بالمائة، وفي كل الأحوال يبدو أن المواطن قد فقد ثقته تماما في الساسة، نتيجة سوء التسيير المحلي الذي أنتج مجالس محلية "تتفنن" و"تبدع" في تعذيب المواطنين.
وإذا كان يبدو غريبا كيف أن انتخابات محلية يترشح لها قرابة ربع مليون مواطن جزائري لا تشهد تفاعلا شعبيا كبيرا، فإن استقالة المواطن، بشكل عام، من الساحة السياسية لم تأت في الواقع من فراغ، ولها ما يبررها دون أدنى شك، ولعل أبرز أسبابها عجز الطبقة السياسية، وعلى رأسها قادة الأحزاب، عن التواصل بالشكل المطلوب مع المواطن الذي تحول من شريك في العملية السياسية إلى ضحية لممارسات غير حضارية ولا أخلاقية، في مقدمتها الوعود الزائفة والأكاذيب المنمقة التي يتبارى ساسة "آخر زمن" في إطلاقها.
وطبعا لا يمكن "تبرئة" المواطن من تهمة المشاركة في هذا الوضع السياسي المقرف، بسبب إصراره على الاكتفاء بموقع الناقد الغاضب، ورفضه المشاركة في أي فعل جمعوي أو سياسي من شأنه أن يسمح له بالمشاركة في التغيير الإيجابي، رغم الانفتاح الكبير الذي تشهده البلاد، وتيسير سبل تأسيس التشكيلات السياسية والفعاليات الجمعوية.
استقالة المواطن من ممارسة السياسة لم تمنعه من التعاطي معها بطريقة فيها شيء من السخرية وكثير من النقد اللاذع نلمسه من خلال ما يتداوله شباب الفايسبوك والمنتديات الذين يتنافسون في التعبير عن سخطهم إزاء أداء الطبقة السياسية ورفضهم لـ"نفاق" كثير من الساسة بطريقة تجمع بين الكوميديا والتراجيديا من خلال صور وتعاليق يمكن إدراجها في خانة "شر البلية ما يُضحك"..
وقد تميز سباق انتخابات التاسع والعشرين نوفمبر المحلية بكثير من الطرائف الحقيقية على أرض الواقع خلال الحملة الانتخابية، وبالتوازي معها، كثير من الطرائف على مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنت وغيرها، ومن ذلك أن بعض أصحاب الدم الخفيف أسسوا حزبا افتراضيا أسمه الجبهة الديمقراطية بدون هدف اختاروا زعيما له اللاعب الدولي ـ سابقا على الأقل ـ عبد القادر غزال، في رمزية لعجز اللاعب المحبوب لدى قطاع واسع من الجماهير عن حل مشكلة التهديف لشهور طويلة، وكذا عجز الأحزاب عن تسطير أهداف واقعية، وتجسيدها بما يسمح بالمساهم في حل مشاكل المواطنين بدل الضحك عليهم..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020