-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

عمرو خالد للمصريين: "تعالوا إلى كلمة سواء"

هذا نداء عمرو خالد لأبناء مصر..

أصبح الوضع في مصر مخيفا.. ليس للمصريين وحدهم، وإنما للعرب الذين يدركون قيمة مصر التي كانت ذات يوم "شقيقة كبرى" للبلدان العربية، قبل أن تتحول في "عهد سوزان" إلى "شقية كبرى"، وما حدث بين الجزائر ومصر خلال "فتنة المونديال" والطريقة التي تعاملت بها عصابة مبارك مع المسألة برمتها شاهد على ذلك..
وبعد ثورة جانفي 2011 والمتغيرات التي شهدتها، دخلت مصر، مع اقتراب سنة 2012 من نهايتها منعرجا خطيرا ينذر بكثير من المخاطر التي نتمنى أن تتجنبها مصر.
الداعية المعروف الدكتور عمرو خالد وجّه نداء عاجلا للمصريين هذا نصه:
في ظل الأحداث التي تمر بها بلدنا الحبيب مصر وفي ضوء هذا الانقسام الشديد بين المصريين والذي تحول إلى عصبية وصراع يدور على جسد الوطن تراق فيه دماء شبابنا وأولادنا.
أقول للمصريين تعالوا إلى كلمة سواء.. كلمة تجمعنا جميعاً ونتوافق عليها في هذه اللحظة الحرجة والخطيرة في مستقبل مصر.
تعالوا إلى كلمة سواء.. كلمة توافق مشتركة.. كلمة تخرجنا من صراع قد يصل إلى دماء نندم عليها في الدنيا والآخرة.
أستلهم من سيرة رسول الله معلم البشرية ورسول الإنسانية معاني أرى أننا نحتاج أن نتأملها بإنصاف وحيادية بعيداً عن التعالي أو العصبية البغيضة.
أتذكر رسول الله وهو في قمة الصراع مع قريش حين فاجأ الجميع بقوله ( لو دعتني قريش لحلف ومعاهدة تحقن فيه الدماء ويمنع الأعتداء لأجبتهم إليه ).. إنها دعوة عالمية تتخطى الزمان وترسخ للتعايش والتفاهم والتراضي على منطقة مشتركة للألتقاء بين طرفين متصارعين.
أناديكم اليوم يا مصريين.. تعالوا إلى كلمة سواء
أتذكر رسول الله يوم صلح الحديبية وقد خرج يريد الحق وإعلاء الحق ومعه رجال مخلصين مستعدين للموت والشهادة يواجهون خصماً يريد القضاء عليهم ورغم إصرار بعض أصحابه على الدخول في مواجهة عنيفة بحجة ألسنا على الحق وأليسواعلى الباطل لكنه اختار التفاوض والتفاهم وقال كلمته الخالدة ( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله وصلة الرحم والجوار إلا أجبتهم إليها ) يامصريين حرمة الدماء من أعظم حرمات الله وصلة الرحم والجوار بين المصريين ونزع فتيل الانقسام والعصبية والصراع أعظم مبادىء نبي الرحمة والإنسانية.
أناديكم يا أهل مصر.. تعالوا إلى كلمة سواء
أتذكر رسول الله حين نادته السماء - وقد اشتد عليه مكر وكيد خصومه- لو شئت يا محمد أن نطبق عليهم الجبال فيهلكوا لحدث لك ما تريد.. فيرد صاحب الرسالة الذي ينظر إلى المستقبل وينسى خصوم اليوم فيقول " لا ، عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يؤمن بما جئت به " ألسنا نحتاج اليوم ونحن نقدم نموذج إسلامي حضاري للحكم يقدم للعالم كله أن نكون في حلم وصبر رسول الله ليكون كل مصري على اختلاف توجهاته وخاصة الشباب هم جنود الغد في معركة النهضة فلا نخسر جهد أي مصري.
لذلك أناديكم.. تعالوا إلى كلمة سواء.
أتذكر رسول الله وقد وجد سعد بن أبي وقاص يجبر الإبل على أن تشرب الماء قبل سفر طويل فناداه بحكمة وخبره.. ماهكذا يا سعد تورد الإبل ولكن رويداً رويداً، إن الشعب المصري عطش إلى الحرية واليمقراطية وإلى النهضة وإلى بناء الحلم المصري لكن رويداً رويداً فما هكذا تدفع الناس إلى الطريق الصحيح لكن بالحلم والصبر والتفاهم والبحث عن المنطقة المشتركة بين التيارات المختلفة.
لذلك أناديكم.. تعالوا إلى كلمة سواء.
هذه الكلمات هي دعوة صادقة مخلصة من القلب لكل مصري خاصة قادة الرأي والنخب والرموز أن نسعى جميعاً للتوافق والبعد عن الخلاف والصراع المدمر ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ). فلنصبر على بعضنا البعض، ولنستوعب بعضنا البعض، ونغلب روح الأخوة المصرية والتسامح التي هي من أجمل صفات المصريين.
اللهم اجمع شملنا واحفظ بلدنا واحقن دماءنا ونجنا من الفتن واجمعنا على كلمة سواء.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020