ـ الشيخ بن خليفة ـ
بعد أربعة أيام من إعلان الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى عن تنحيه من زعامة الأرندي، جاء إعلان المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني أن عبد العزيز بوتفليقة هو مرشح الأفلان للانتخابات الرئاسية القادمة، ليؤكد أن حرب رئاسيات 2014 قد اندلعت بصفة علنية، ولم يعد هناك مجال كبير للأسرار والتخمينات والمناورات، وأن العديد من أقوياء اللعبة السياسية في البلاد صاروا يحبذون "اللعب على المكشوف"، ويُظهرون أوراقهم على الملأ.
وقبل 15 شهرا من إجراء انتخابات أفريل 2014، اتضحت بعض معالم الحرب السياسية التي يُنتظر أن تصبح أكثر شراسة في الشهور القليلة القادمة، مع بروز مرشحين محتملين من الوزن الثقيل.
وإذا افترضنا أن أويحيى سيكون "ورقة انتخابية" غير أرنداوية في الاستحقاق القادم، وبالنظر إلى الرسائل المباشر لمناوئيه في حزبه السابق الذي يبدو أنه سيواصل مساندة بوتفليقة إلى النهاية، فإن التحالف الرئاسي الذي يجمع الأرندي بالأفلان مرشح للاستمرار، خصوصا إذا ترشح بوتفليقة لعهدة جديدة..
الأفلان: "بوتفليقة مرشحنا للرئاسيات"
أعلنت المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيكون مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في ربيع سنة 2014، مجددة ثقتها في شخص الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم "ومن لم يعجبه الحال فليشرب ماء البحر" على حد تعبير رئيس المجموعة.
وقال الطاهر خاوة رئيس المجموعة البرلمانية للأفلان في بيان حمل توقيعه، صدر بتاريخ السابع جانفي 2013، أن "السيد عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس حزب جبهة التحرير الوطني ومرشحها الأوحد في الاستحقاق الرئاسي القادم سنة 2014، وسيظل مواظبا على أداء مهامه ليضيف انتصارات أخرى لجبهة الشعب".
ويشير لفظ "الأوحد" الذي حرص الطاهر خاوة على استعماله إلى حرص قيادة الأفلان على إزالة كل التباس ونفي كل فرضية تشير إلى إمكانية ترشيح الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم لمنصب رئيس الجمهورية بمناسبة رئاسيات 2014، ويبدو الأمر أشبه بمحاولة لضرب أطروحة مناوئيه الذين يؤكدون "طمعه" في خلافة بوتفليقة.
خاوة: "بلخادم لن يستقيل بسهولة"!
وبينما شددت كتلة الأفلان بالمجلس الشعبي الوطني، على لسان رئيسها، على أن "الحزب العتيد" لا يملك مرشحا غير بوتفليقة للانتخابات الرئاسية القادمة، التي بدأت طبول حروبها تُدق بقوة مع بداية العام الجديد، فإنها حاولت أن تعطي الانطباع بأن الأزمة التي يعيشها بيت الأفلان أهون بكثير مما تتحدث به وعنه الصحافة.
بيان كتلة الأفلان قلل من شأن مطالبة ثلاثة وزراء من "الجبهة" لبلخادم بتقديم استقالته، و"ترفع" حتى عن ذكر أسمائهم، رغم وزنهم الثقيل في المكتب السياسي للحزب، إذ يتعلق الأمر بكل من رشيد حراوبية والطيب لوح وعمار تو الذين اعتبروا رحيل بلخادم من قيادة الأفلان حلا لأزمة حزبهم.
واعتبر "خاوة" في بيانه خرجة الوزراء الثلاثة ـ الذين وصفهم البيان بـ"الحالمين بإحالة الجبهة إلى دهاليز متحفهم الوهمي" ـ "تطاولا على صناع النصر وتنكرا لإنجازات الحزب، وتعبيرا عن حقد على القيادة الحالية"، مشيرا إلى أن من يعتقد أن بلخادم سيذهب بهذه السهولة فهو ساذج!
للإشارة، فقد قرر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المنعقد يوم الأحد 06 جانفي بأغلبية أعضائه تحت رئاسة الأمين العام السيد عبد العزيز بلخادم عقد الدورة العادية السادسة للجنة المركزية للحزب من 31 جانفي إلى 2 فيفري حسب ما أفاد به بيان للحزب.
وحسب نفس المصدر ستناقش هذه الدورة مواضيع متعلقة بالوضع النظامي للحزب وكذا مناقشة نتائج الانتخابات ومشروع اقتراحات تعديل الدستور ومشروع ميزانية الحزب بناء على برنامج نشاط الحزب في سنة 2013.
وأضاف المصدر نفسه أن برنامج الحزب للسنة الجارية سيعرض على الهيأة القيادية للحزب بين مؤتمرين والتي تعد "السيدة" والمخولة "وحدها في تقرير كل ما يتعلق بالشأن العام للحزب".