أمي ... أمي ... أمي..
لو قيل لك: ما هو أكثر شيء تتمنى أن يكون موجودا خلال فطورك
الصباحي كل يوم؟ بماذا سترد؟
الأكيد أن لكل شخص إجابته، فلكل واحد منا ما يتمنى أن يراه وهو
يتناول أولى وجبات يومه الجديد، وأكثرها هدوءا..
والأكيد أن بعضنا لن يتمنى وجود نوع معين من الحلوى أو القهوة أو
العصير أو غيرها مما يؤكل أو يُشرب، بل سيتمنى رؤية وجه شخص يحبه كثيرا.. الأم والأب
الحبيبين، مثلا..
لهؤلاء الذين تتقدم أعمارهم لكن قلوبهم تبقى نضرة بريئة، مليئة بحب
الوالدين وتوقيرهما، مهما باعدتهم المسافات عنهما، نهدي هذه القصيدة للشاعر الراحل
محمود درويش..
أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي
خذيني إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبِ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي
بخصلةِ شَعر
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ
ضعيني إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع
لعشِّ انتظاركْ
أمي ... أمي ... أمي..