نجا مئات الرهائن، الجزائريين
والأجانب المختطفين بعين أمناس، أقصى جنوب شرق الجزائر، من مجزرة حقيقية في
اليومين الماضيين، بعد أن حاول الخاطفون إبادتهم إثر فشل مخططهم الذي انكشفت في
الساعات القليلة الماضية بعض فصوله، حين كشفت معطيات أولية أن جماعة
"الموقعين بالدماء" المدججة بأسلحة متطورة لم تكن لتتردد في تصفية مئات
الرهائن وارتكاب مذبحة حقيقية لولا مسارعة الجيش إلى شن هجوم مباغت عليها اسفر عن
قتل قرابة العشرين إرهابيا.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن
مصدر أمني أن المجموعة الإرهابية التي شنت يوم الأربعاء 16
جانفي اعتداء على الموقع الغازي لتقنتورين (عين أمناس اليزي) تتكون من قرابة
ثلاثين إرهابيا من مختلف الجنسيات.
وحسب المصدر نفسه فإن المجموعة " كانت مدججة
بالأسلحة لاسيما صواريخ وقاذفة صواريخ وأسلحة حربية أخرى" مشيرا إلى أن
المجموعة " كانت "مصممة" على فعلها الاجرامي.
ومن جهة أخرى أكد المصدر ذاته أن المجموعة "كانت
تعتزم حجز العمال الأجانب على مستوى الموقع الغازي كرهائن وتحويلهم إلى مالي من
أجل ممارسة ضغوطات قاسية على البلدان المشاركة في عملية محاربة الإرهابيين في مالي
وكذا على المجتمع الدولي"، مضيفا أن "هذه المجموعة عندما فشلت في ذلك
عزمت القضاء على الرهائن الأجانب من أجل تضخيم تأثيرها على المجتمع الدولي".
وقد حاولت القوات الخاصة الجزائرية التي حاصرت الأماكن
طيلة صبيحة الخميس التوصل إلى حل سلمي غير أن الإرهابيين استنادا إلى معلومات
تلقوها قرروا القضاء على كل الرهائن وارتكاب مجزرة حقيقية بالموقع الغازي حسب
المصدر نفسه.
وانطلاقا من المعطيات المذكورة، قررت القوات الخاصة
للجيش الوطني الشعبي "التي تتمتع بخبرة واحترافية بالغتين حسبما سجلته
الأوساط المهنية الدولية الهجوم برا بهدف القضاء على هذه المجموعة التي كانت تستعد
للفرار مع الرهائن والتي كانت " على وشك أن تحدث كارثة".
وقد أدى تدخل القوات الخاصة الذي تم في " ظروف جد
معقدة" إلى تفادي "مجزرة حقيقية في حق مئات الرهائن والمحطات الغازية
بهذا الموقع".
للإشارة فقد ذكر بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية
أن الاعتداء الإرهابي "استهدف أولا حافلة عند خروجها من هذه القاعدة وهي تقل
أجانب متوجهة إلى مطار إن أمناس".
وبعد هذه المحاولة الفاشلة توجهت المجموعة الإرهابية إلى
قاعدة الحياة التي هاجمت جزءا منها واحتجزت عددا غير محدد من العمال أجانب من
مختلف الجنسيات وجزائريين الذين تم اطلاق سراح البعض منهم على مجموعات صغيرة.