"قيادة
ثورة الفاتح تعمل من أجل الأمة الإسلامية والعربية".. هذا التصريح أدلى به
الشيخ يوسف القرضاوي، بعد لقاء له بالعقيد الليبي المقتول معمر القذافي،
وبعد سنوات قليلة من هذا التصريح عاد الشيخ نفسه ليفتي بوجوب قتل القذافي
فورا، وبجواز التدخل الأجنبي في الشأن الليبي.. وهو التدخل الذي سالت بسببه
دماء ليبية كثيرة..
لسنا
في مقام يسمح لنا بالطعن في علم عالم بوزن وقيمة القرضاوي الذي يراه البعض
مجدد العصر وشيخ هذا الزمان، ويراه البعض الآخر مجرد موظف في نظام قطر
حليف الصهاينة وعميل الأمريكان، وحليفا للكيان الصهيوني، وحين تختلط حسابات
السياسة بقواعد الدين يصبح من العسير جدا اختيار الموقف السليم من الشيخ
القرضاوي ومن غيره، خصوصا حين نسمع إلى شيخ جليل آخر بمقام ووزن الطاهر آيت
علجات وهو يقول أن القرضاوي قد أخطأ في فتواه بهدر دم القذافي.. وجل من لا
يخطئ..
وفي نهاية سنة 2011، عاد الشيخ يوسف القرضاوي ليشن هجوما عنيفا على النظام السوري،
وليقسم بأن أيام الأسد باتت معدودة، وليفتي بجواز الاستعانة بالأجانب
والدعوة إلى التدخل الأجنبي ـ رغم المفاسد الكبيرة التي أحدثها التدخل
الأجنبي بليبيا ـ "إذا لم يتمكن العرب من وقف المجازر بحق المدنيين".
نعتقد
أن القمع والطغيان والاستبداد والديكتاتورية أمور منكرة ينبغي التصدي لها،
وتجب إزالتها، بالطرق المشروعة التي لا تفتح أبواب تغيير المنكر بمنكر أشد
وأنكى..
ونعتقد أن لحوم العلماء مسمومة، وليس من حقنا الطعن في فتاوى وآراء مشايخ يفوقنا علما وفقها وحفظا لكتاب الله الحكيم..
ونعتقد أيضا أن إراقة الدم البشري أمر مرفوض تماما، خارج الأطر الشرعية المحددة في التشريع السماوي الربّاني، ومهما كانت هوية القاتل والمقتول..
ونعتقد أن دماء المسلمين خاصة، والناس كافة، معصومة، وأن هدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم المسلم الواحد..
نعتقد أيضا أن
اعتقاداتنا صحيحة، ومع ذلك نسأل الله العزيز القدير، علاّم الغيوب، أن
يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتبّاعه، وأن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا
اجتنابه..