التفاؤل هو انشراح الصدر ونظرة الرضا وبسمة الأمل.. هو اليقين بأن ما أصابك ما كان ليخطئك، وما أخطأك ما كان ليصيبك.. هو البصيرة بما وراء الحدث واستشعار عظم الأجر، فلا تعجب إذا رأيت مبتليا يقول عند ابتلائه ’’الحمد لله’’..
إذا ضاقت نفسك بالدنيا ، واستحكمت حلقاتها عليك أن تتذكر أنها.. دنيا.. وما عند ربك خيرٌ وأبقى.. ولا تمنعنك غيوم السماء من النظر لجمال زرقتها، وبديع صنعتها واستوائها، وقدرة فاطرها الذي رفعها بلاعمدٍ وقل من قلبك ’’سبحان الله’’..
إذا تكالب الخلق على ظلمك وغرهم سلمك.. فلا تغتم لذلك ولا تحزن.. أشهر سلاح الحق واصدع به في الأرجاء وقل ’’الله أكبر’’.. فالحق باقٍ والباطل غداً يزهق.
تفاءل واشعر بالسعادة طالما قلبك ينبض بحب الله، فأنت في نعمة غيرك منها محروم.. تفاءل واعمل للمستقبل، فما مضى كان درساً وعبرة ولن يعود إلى أن تقوم الساعة، تفاءل بالخير تنله إن كنت مؤمناً حقاً ولا تعجب فأمرك كله خير، صبرك على الابتلاء خير، وشكرك نعمة ربك خير.
مسكين يا من ران ظلمك على قلبك ’’كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون’’، فحرمك وحال بينك وبين الشعور بالسعادة الحقيقية الدائمة، ألا وهي ديمومة الصلة بالله سبحانه وتعالى فى كل الأحوال، والرضا بما قسم وقدر.
وفزت ــ ورب الكون ــ يا من رضيت بما رضي الله، وعملت ما يرضي الله، حتى تلقى الله وهو عنك راضٍ: ’’وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ’’ (هود 108)