-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

أنقذوا لجدار من الاندثار



صاحب المدونة "الشيخ بن خليفة" عند "لجدار" ذات يوم من سنة 2013
"لجدار" منطقة أثرية مهملة على الحدود بين بلديتي توسنينة وفرندة، إلى الجنوب من عاصمة ولاية تيارت، بها مجموعة من الأضرحة الغارقة في القدم، المقامة على طريقة الأهرامات المصرية، عمرها اليوم، حسب مصادر محلية يقدر بنحو 58 قرنا، أي 5800 سنة، فهي قد شيّدت حسب المصادر ذاتها، في حدود 3800 سنة قبل ميلاد المسيح، ورغم ما تمثله من تاريخ عريق إلا أنها على وشك الاندثار بسبب الإهمال الشديد.
حين تزور منطقة لجدار، بولاية تيارت، يخيل إليك أنك تقف أمام أهرامات الجيزة بمصر، نظرا للتشابه الشديد بين "الكنزين الأثريين" اللذين يتقاطعان في طريقة التشييد والتقنيات المستخدمة، وفي العمر، ويختلفان في الحجم ودرجة اهتمام السلطات، فبينما تستغل السلطات المصرية كنزها الأثري أحسن استغلال، وتجعل منه قبلة سياحية تجني من ورائها ملايير الدولارات سنويا، يبدو الكنز الأثري التيارتي "طاردا للسياح" بكل ما تحمله الكلمة من معان ودلالات..
منطقة لجدار تقع على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب عاصمة ولاية تيارت، ولكن الوصول إليها يستدعي الاستعانة بأحد العارفين من أبناء المنطقة، حيث تغيب اللافتات الاستدلالية التي توصلك إليها، ولا تعرف أنك بمنطقة أثرية إلا حين تصل إليها وتشتم رائحة التاريخة المنبعثة من أعماقها.
وقد صُدمنا ونحن نزور "الكنز الأثري"، فبعد أن ولجنا منطقة لجدار بالسيارة، اكتشفنا أن الطريق إلى الضريح الرئيسي يستدعي التضحية بعجلات السيارة، نتيجة وعورة المسلك لأن السلطات المحلية لم تكلف نفسها عناء إصلاح الطريق وتعبيده، وعلى السائح أن يغامر بسيارته إن أراد الوصول إلى أكبر أضرحة المنطقة، وهو ضريح مقام على الطريقة الفرعونية، مثلما أوضحه لنا الباحث "علال ناصري" الذي "ورث" عن والده رعاية الضريح وإرشاد السائحين الذين كشف أنهم يأتون إلى المنطقة من مختلف أنحاء الوطن، بل ومن خارجه أيضا، وقد فاجأنا وهو يؤكد أن عددا من الأوروبيين يزورون لجدار بين الحين والآخر، ومكمن مفاجأتنا أن الوصول إلى "كنز تيارت الأثري" ليس بالأمر الهين حتى على أبناء المنطقة الذين يجهل أكثرهم تاريخ لجدار الذي يمتد حسب الباحث المذكور إلى ما يزيد عن خمسة آلاف سنة، حيث كان السكان الأصليون، وهم من الأمازيغ حسبه، يعتقدون بوجود حياة أخرى بعد الموت، ولذلك حرصوا على تشييد قبور ضخمة ودفن "عبيدهم" وكنوزهم معهم، بعد تحنيط جثثهم، وهو نفس ما كان يقوم به الفراعنة في الفترة ذاتها، وقد اطلعنا على رسومات منقوشة على حواف الضريح، شبيهة بتلك التي رسمها قدماء المصريين داخل الأهرامات، وهو أمر جدير بالدراسة فعلا.
ومن المؤسف حقا أن كنزا أثريا مثل هذا لا يحظى باهتمام السلطات المحلية إلى درجة أن دخوله يستدعي الاستعانة بأضواء الهاتف النقال، أو أي أداة أخرى، لأن الكهرباء لا تصل الضريح، والمولد الكهربائي الذي من المفترض استخدامه لإنارة مدخل الضريح، والغرف الموجودة داخله غائب، وهي كلها أمور "طاردة للسياح"، والسلطات المحلية، ووزارة الثقافة أيضا، مطالبة بالإسراع لإنقاذ لجدار من الاندثار..
الشيخ بن خليفة
  1. اليوم انا هنا بعد زيارتنا لهذه المنطقة الاثرية .. و الله الاهمال الذي تتحدث عنه كان موضوعنا اثناء الطريق ...
    امر مؤسف و نفس ملاحظاتك كانت حديثي اليوم .. و الله بلادنا جميلة جميلة .. رائعة جداااا

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على الإضافة، مؤسف جدا الإهمال الذي يطال هذه المواقع التاريخية الرائعة، المطلوب من كل الخيرين النضال ـ كل من موقعه وعلى مستواه ـ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

      حذف
  2. شيء جميل أن ندافع عن ذاكرة أجدادنا
    موفقين

    ردحذف
  3. اين هذه القبور او انها سرقة؟ يوجد سوى غرف فارغة يمكن تفسير اكثر حولا قبور مماليك لجدار

    ردحذف
  4. اين هذه القبور او انها سرقة؟ يوجد سوى غرف فارغة يمكن تفسير اكثر حولا قبور مماليك لجدار

    ردحذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020