حكى صديق لي أنه اضطر يوما
لاستخدام "السطوب" للوصول من البادية إلى المدينة، ولم يقف له أي من
السائقين، حتى تراءت له سيارة المير، فظن أن في قلبه شيء من الرحمة و·· المسؤولية،
فأشار له، كما أشار للآخرين، فركن المير إياه سيارته على جانب الطريق، فابتهج
صاحبي وظن أنه الفرج، وبينما كان ينتظر أن يفتح له "فخامة" المير باب
السيارة، أخرج الأخير رأسه من النافذة، وعيناه توشكان أن تغادرا مقلتيهما غضبا،
وصاح "فخامته" في السيد مواطن، قائلا: "ما علا بالكش بلّي أنا
المير"؟!
وبدلا من أن "يطلب
السماح"، واصل المواطن الحقير "وقاحته" و"تطاوله" على
سيده "المير"، فقال له" انت المير·· ومن بعد؟"، وأسمعه كلمات
أخرى لا يرضى سماعها المير ولا قراءنا المحترمين!
عندما سمعت هذه الحكاية تمنيت أن
ألتقي المي لأعتذر له عن طيش صديقي، عسى أن يشرفني بحوار "خاص" يحدثني
فيه عن مشاريعه لحل أزمة النقل التي تجعل شابا مثل صاحبي يشيخ على قارعة الطريق
وهو ينتظر أن يتكرم عليه شخص (غير فخامة المير، حاشاه) لنقله إلى حيث
"يتمنى"·
الشيخ. ب