كشف
سيّد إمام الشريف، المعروف بكونه منظّر القاعدة حقائق مثيرة عن خلفيات
الاعتداءين الانتحاريين المتزامنين اللذين استهدفا في 11 ديسمبر من السنة
الماضية كلا من مقر المجلس الدستوري ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،
مؤكدا أن الاعتداءين اللذين تبناهما التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو بمثابة رسالة من القاعدة إلى أمريكا
بعد رفضها عرضا من بن لادن·
قال
سيّد إمام، رفيق أيمن الظواهري سابقا ومؤسس تنظيم الجهاد في مصر، الذي
يقبع حاليا في أحد السجون المصرية، أن دماء الجزائريين أصبحت مجرد رسالة
وفداء لبن لادن والظواهري، وأن ما أسماه بفرع القاعدة في الجزائر قد قام
بما قام به في 11 ديسمبر 2007 بهدف إرغام الغرب على الرضوخ لمطالب القاعدة
وزعيمها·
وذكر
سيّد إمام المشهور باسم الدكتور فضل، في فصلٍ من كتابه الجديد الذي يحمل
عنوان التعرية أن القاعدة عرضت على أمريكا التفاوض والدخول في هدنة طويلة
الأمد بشروط·· ولما لم تستجب أمريكا لمطالب القاعدة بالهدنة والتفاوض، قام
فرع القاعدة في الجزائر بتفجيرات ضد مصالح أجنبية سقط فيها عشرات
الجزائريين قتلى، وكان هدفهم إرغام الغرب على الرضوخ لمطالب القاعدة
وزعيمها· وأضاف إمام أن الشعب الجزائري المثقل بالجراح كان عليه أن يدفع
دماءه ثمنا لسلامة بن لادن والظواهري وثمنا لإجبار أمريكا على الهدنة
معهما· فقام فرع القاعدة في الجزائر بتفجير 11 ديسمبر 2007 سقط فيه 62
قتيلاً وأكثر من 200 جريح، وأعلن هذا الفرع أن من أهداف التفجير (تذكير
الغرب: بوجوب الإصغاء جيدا لمطالب وخطابات شيخنا وأميرنا أسامة بن لادن)·
ويخلص
فقيه الجهاديين إلى أن دماء الجزائريين أصبحت مجرد رسالة وفداء لبن لادن
والظواهري بعد دماء الأفغان وغيرهم· هذا هو فقه شيوخ الجهاد، يقتلون
الجزائريين ويبكون على قتل اليهود للفلسطينيين·
للإشارة،
فإن اعتداء 11 ديسمبر 2007 الذي استهدف مقر المفوضية العليا للاجئين ومقر
برنامج الأمم المتحدة للتنمية وقع بالتزامن مع هجوم ضد مقر المجلس
الدستوري· وأعلن ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبر بيان
بث على شبكة الأنترنت مسؤوليته عن هذا الاعتداء المزدوج الذي خلف عشرات
القتلى والمصابين·
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في 6 فيفري الماضي أنها اعتقلت مرتكبي تفجيري 11 ديسمبر وأحالتهم للقضاء·
وعن
هوية المنفذين، أضافت الوزارة في بيان لها أن المعتقلين هم: خبير في
المعلومات وثلاثة مقاولين وأحد مندوبي المبيعات، مشيرة إلى أن مسؤولهم هو
بوزفزة عبد الرحمن أمير كتيبة الفاروق، وهي إحدى الكتائب التابعة للجماعة
السلفية للدعوة والقتال التي غيّرت تسميتها إلى القاعدة في بلاد المغرب
الإسلامي·
وقتل عبد الرحمن الذي صدرت بحقه 43 مذكرة اعتقال في 28 جانفي الماضي في عملية للجيش في بومرداس·
وجاء
بيان الداخلية بعد ساعات فقط من تكليف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي
مون الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي برئاسة لجنة دولية
تابعة للمنظمة الدولية لمراجعة الإجراءات الأمنية لهيئات ومنظمات الأمم
المتحدة عبر مختلف أرجاء العالم على خلفية اعتداء11 ديسمبر·
وكانت
المنظمة الأممية قد دعت إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الاعتداء
الانتحاري الذي استهدف مكاتبها في الجزائر، غير أن الجزائر قابلت هذه
الدعوة بالرفض القاطع باعتبار الخطوة الأممية أحادية الجانب·