كتبت في سنة 2006 أنه "حتى
السودانيين يحبون إسرائيل"، تعليقا مني على خبر قرأته، يتحدث عن قيام مجموعة
من "الإخوة" السودانيين بإنشاء جمعية للصداقة مع إسرائيل، تعبيرا منهم
عن احتجاجهم على تجاهل إخوانهم العرب لمأساتهم والوضع البئيس الذي يحيونه، ومن بين
ما أشرت إليه تلميحا، أن هذا التجاهل قد بلغ مداه وأصبح يبيح ربما لهؤلاء اللجوء
إلى هذه "الحلول المتطرفة"، فالصداقة مع إسرائيل ليست إلا بديلا للصداقة
مع العرب الذين يرفضون أن يكونوا أصدقاء لبعضهم، ويفضلون أن يجعل من الغربيين
حلفاء لهم على حساب إخوانهم.
وتلقيت العديد من الردود من عدد من
الإخوان السودانيين الذين تفاعلوا مع الموضوع، كل على طريقته، فمنهم من أثنى على
طريقة معالجته وتأسف للحال العربي الذي دفع بهؤلاء إلى سلوك مسلك الصداقة مع بني
صهيون، ومنهم من هاجمني بشدة، وبلغ الأمر بأحدهم (سمى نفسه "الرجل"!!)
أن اعتبرني "صحفيا مطبّعا مع فرنسا" (لست أدري على أي أساس)، وقال أن
التطبيع مع إسرائيل لا يختلف عن التطبيع مع فرنسا!
هذا "الغاضب"، وإن أخطأ
في "التهمة"، فإنه لم يخطئ كثيرا في المقارنة بين
"التطبيعين": التطبيع مع إسرائيل والتطبيع مع فرنسا، وعندما يتعلق الأمر
بالمواقف، فإن التطبيع مع بلد يناوئ القضايا العربية ويعمل مسؤولوه كل ما في وسعهم
في الإتجاه المعاكس لمصالح العرب والمسلمين لا يختلف كثيرا ولا قليلا عن التطبيع
مع إسرائيل·· فالصهيونية لا
"جنسية" لها·
ولأن هذا "الرجل"
السوداني قد أثار انتباهي لهذه النقطة المهمة، فشكرا له لأنه سبّني!..
الشيخ بن خليفة