العربي ولد خليفة.. ليت كلامك حقيقة!
رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد
العربي ولد خليفة قال أن أيادي الغالبية الساحقة من النساء والرجال بالجزائر "نظيفة"
وأن معظم الجزائريين "حريصون على صيانة المال العام"..
الرجل الثالث في هرم السلطة
بالجزائر قال وهو يفتتح الدورة الربيعية ـ في عز الشتاء ـ للبرلمان أنه "ليس كل
الجزائريين من المعصومين ولا من الشياطين الفاسدين والقليل الشاذ لا يعمم ولا يقاس
عليه".
وربما كانت أيادي غالبية
الجزائريين "بيضاء" لم تسودها ملفات الفساد.. وربما كان معظم الجزائريين
حريصون على حماية المال العام.. ولكن يبدو من الصعب أن نصدق أن الفاسدين والمفسدين
مازالوا قلة قليلة تعيث في المال العام فساد.. وفي المجتمع إفسادا..
لقد تحول الفساد، مثلما قيل من
قبل، إلى رياضة وطنية في الجزائر، يمارسها للأسف الشديد ملايين المواطنين الذين
يقومون بكثير من الممارسات التي لا يمكن إلا أن تصنف في خانة الفساد..
وليتنا نستطيع تصديقك يا ولد خليفة
ونحن نتابع العشرات من ملفات الفساد التي تزدحم في مكاتب القضاة تنتظر الفصل
والحسم..
ليتنا نستطيع تصديقك، ونحن لا نكاد
"نُشفى" من صدمة قضية فساد، حتى تصدمنا قضية أخرى، ثم يصنف الأمر كله في
خانة "الفعل المعزول"، و"القضية الشاذة" التي لا يقاس عليها!
ولا يمكن تحميل المسؤولين، على
اختلاف مستوياتهم ومواقعهم، وحدهم مسؤولية ما حصل ويحصل من فساد، من بعد أن تكرست
بعض الممارسات في المجتمع التي تجعل المواطنين يساهمون في تفشي هذا
"الفيروس"..
وإذا كان بعض المسؤولين لا يقنعون
ـ وهم يمارسون فسادهم ـ بما دون ملايين الدولارات، فإن بعض المواطنين لا يترددون
في مد أيديهم إلى المال العام متى ما وجدوا إلى ذلك سبيلا..
وإذا كان بعض المسؤولين يتسابقون
على الاغتراف من الخزينة العمومية وعلى قبض عمولات غير مشروعة من أجانب وجزائريين،
فإن بعض المواطنين "يتسابقون" على تقديم وقبض الرشوة، والسطو على
ممتلكات الدولة بكل الطرق المتاحة، ومن لم يستطع الحصول على الملايين، اكتفى
بـ"سرقة الكهرباء والماء".. وذلك "أضعف الفساد"!
وكم نخشى أن يصبح الفساد بعد سنوات
قليلة من الآن أمرا عاديا واعتياديا تمارسه الأغلبية الساحقة من الجزائريين لا
يثير حتى السخط والاستنكار اللذين يثيرهما الآن..
الشيخ
بن خليفة