-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

قصة "يوم الأرض"



في يوم السبت الثلاثين من شهر مارس 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري، والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى، والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني.
واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً للفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين، مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة، والشهيد محسن طه من قرية كفركنا، والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها، لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948-1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية، بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
فهبّة يوم الأرض ليست وليدة صدفة، بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة منذ قيام ما يسمى بدولة إسرائيل. وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية، ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني والشتات. 


كابوس الاستيطان

ذكر تقرير إحصائي فلسطيني أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية والقدس بلغ 482 موقعا في نهاية عام 2012. وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير بمناسبة "يوم الأرض" أن عدد المستوطنين بلغ 536 ألفا و932 مستوطنا نهاية عام 2011.
وأوضح التقرير أن 49.8 بالمائة من المستوطنين يسكنون في القدس، حيث بلغ عددهم حوالي 267 ألفا و634 مستوطنا، منهم 199 ألفا و647 مستوطنا في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم.
وحسب التقرير، تشكل نسبة المستوطنين بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني، في حين بلغت حوالي 68 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني في القدس.
وأوضح التقرير أن إجمالي الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون جراء عمليات هدم مبانيهم في القدس بلغت ثلاثة ملايين دولار، وهي لا تشمل مبالغ المخالفات المالية الطائلة التي تفرض على ما يسمى بـ"مخالفات البناء".
 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020