حركة مجتمع السلم تُعوِّل على عبد الرزاق مقري
تعوّل قيادة حركة مجتمع السلم على الرئيس الجديد عبد الرزاق مقري لاستعادة البريق المفقود، وتأمل أن ينجح خليفة سلطاني في دغدغة مشاعر "النازحين" من الحركة إلى أحزاب أخرى، وذلك بعد أن فقدت الحركة شعبيتها الموروثة عن "العصر النحناحي الزاهر".
وتشير التحركات المكثفة
لمقري خلال الأسبوع الأول من "عهدته" على رأس حمس إلى رغبة الرجل في
الظهور بمظهر "المجدد"، حيث لم يكتف الرجل بإرسال تطمينات إلى جهات
مختلفة، من خلال التأكيد بأنه "ضد الثورة والفوضى"، بل حاول تمرير رسائل
"مشفرة" للراي العام بكونه يتمسك بـ"تغيير سلمي" من خلال
تشديد الضغط على النظام..
وصرّح مقري في أول ندوة
صحفية ينشطها بعد انتخابه رئيسا لحمس بأنه (لم يعد هناك مجال للتحالف أو المساندة
على غير أساس البرامج)، وقال من جانب آخر إنه (ليس كل من هو في السلطة فاسد).
وقال السيّد مقري إنه
(إن لم يحصل أيّ حزب على الأغلبية واستدعى الأمر تحالفا مع الكتل البرلمانية
الأخرى لتحقيق الأغلبية فإن ذلك يجب أن يتمّ على أساس البرامج)، وأردف في هذا
الشأن أنه (لم يصبح هناك مجال للمساندة أو التحالف على غير أساس البرامج والرجال
والشفافية)، مذكّرا بأن وثيقة السياسة العامة التي صادق عليها المؤتمر الخامس
بالاغلبية (تلزم الحزب بذلك)، وفي هذا الشأن جدّد التأكيد على أن الحركة (ليست في
الحكومة وهي الآن حزب معارض كما هو موجود في هذه الوثيقة وهي تشارك في الانتخابات
بصفتها حزب سياسي جزائري وطني يهدف الى إصلاح الأمّة من خلال العمل السياسي)· وحسب
السيّد مقري فإن الحزب يرى أن معيار المشاركة في الحكومة أو اختيار موقع المعارضة
(تتحكّم فيه نتائج العملية السياسية والظروف المحيطة بها)، مبرزا أن حزبه (يتصرّف
ضمن منطلقاته ومبادئه في إطار استقلالية قراره وما تقرره مؤسساته التنفيذية
والمجلس الشورى الوطني)، وتابع في هذا الشأن أن الحزب الذي يكون في الحكومة (نتيجه
فوزه في انتخابات نزيهة عليه أن ينهض بالوطن من خلال حسن التسيير والتدبير وضمان
الحرية وحماية المال العام وتحقيق التنمية من خلال تطبيق برنامجه في مختلف
القطاعات)..
يذكر أن مقري كان قد
انتخب رئيسا لحركة مجتمع السلم خلال أشغال المؤتمر الخامس للحزب خلفا للسيّد أبو
جرة سلطاني.
وحصل مقري -الذي يعتبر
من أبرز القيادات المعروفة بمواقفها الراديكالية داخل الحركة- على 177 صوتا مقابل
65 صوتا لعبد الرحمن سعيدي، وهو الرئيس السابق لمجلس الشورى في حركة مجتمع السلم.
ويخلف مقري في المنصب
الرئيس السابق أبو جرة سلطاني الذي قاد الحركة لفترتين متتاليتين (من 2003 وحتى
2013)، وكانت إحدى حركات الائتلاف الرئاسي الجزائري سابقا، كما أنها تعد أكبر حزب
إسلامي "وسطي" في الجزائر، وظلت تشارك في الحكومات المتعاقبة منذ عام
1994.
وكانت حركة مجتمع السلم
قررت في جانفي 2012 "تطليق" التحالف الرئاسي المشكل من جبهة التحرير
الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي (بزعامة رئيس الوزراء حينها أحمد أويحيى)
لتشكيل تحالف إسلامي مع حركتي الإصلاح والنهضة. ويذكر أن أحمد أويحيى نفسه استقال
في جانفي 2013 من منصب الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي.