ممارسات مرفوضة
عاد شهر رمضان، سيد شهور العام، وعادت معه ممارسات مرفوضة في كل الأيام، وتصبح أكثر إثارة للمقت في هذا الشهر الفضيل الذي يُفترض أن يكون شهرا للتعبد وحسن السلوك، من أجل تحقيق المقصد الأكبر "التقوى"، غير أن عددا غير قليل من الجزائريين لا يترددون في انتهاك حرمته من حيث يعلمون ويتعمدون، أو لا يعلمون ولا يبالون..
وإذا كانت الجزائر من البلدان
القليلة في العالم التي تقترب نسبة المسلمين فيها من المائة بالمائة، يصومون، دون
جدال، شهر رمضان الكريم، فإن من يتتبع صيام الجزائريين يلاحظ كثيرا من الانحرافات
والانتهاكات التي قد يصنفها الفقهاء في خانة "مفسدات الصيام"، ومنها
نذكر مايلي:
* الغش في العمل والتجارة والنقل والسياسة
والإعلام وكثير من مسائل وأمور الحياة، حيث لا يصوم كثير من الجزائريين عن غش
وخداع بعضهم متى أتيحت له الفرصة..
* اتخاذ الشهر الفضيل مناسبة سنوية
للنوم والكسل والخمول، حيث يتسابق كثير من العمال على أخذ عطلهم السنوية خلال
رمضان، بدعوى "الراحة والتشماس"..
* النميمة التي يزداد
"هواتها" شراسة خلال هذا الشهر، بالنظر إلى شعورهم بحاجة نفسية لملء
فراغهم بالحديث في أعراض الناس، وإطلاق الاتهامات الجزافية ظلما وعدوانا..
* العُري، إذ لا تكلف كثير من بنات
الجزائر أنفسهن عناء سترة أجسادهن في هذا الشهر ـ على الأقل ـ علما أن السترة
فريضة في العام كله، وزادت ظاهرة العري في رمضان حدة في السنوات الأخيرة بحجة الحر
الشديد، وهو ما يقابله العلماء بالتذكير بأن "نار جهنم أشد حرا"..
والعياذ بالله..
* تطفيف الكيل والميزان يبقى
"جريمة" يرتكبها بعض التجار ـ هداهم الله ـ في سائر أيام السنة، ويزداد
"تكالب" بعض هؤلاء على إخوانهم في رمضان، في ظل "تدافع"
المستهليكن نحو الشراء..
* وللأسف الشديد لم يعد رمضان في
بلادنا شهرا للتكافل والتآزر، إلا من رحم الله، فبينما يتزاحم الأغنياء، وحتى
المنتمون للطبقة المتوسطة، على الأسواق والمحلات التجارية لشراء كل شيء وأي شيء،
ثم تفيض مزابلهم ـ أكرمكم الله ـ بنفاياتهم، يواجه كثير من "الزواولة"
بؤسهم بالصبر في رمضان وغيرهم، ولن نفشي سرا إن ذكرنا أن بعض العائلات لا تستطيع
توفير حتى الخبز على موائد إفطارها.. وكان الله في عون الجميع..
الصيام ليس مبررا
للخمول..
قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف
بو عبد الله غلام الله بأن "الصيام يجب أن لا يكون عبئا على الإقتصاء الوطني
أو مرادفا للركود".
وأضاف الوزير خلال خطبة ألقاها بمناسبة افتتاح
مسجد الفردوس بوسط مدينة المدية أن "الصيام خلال شهر رمضان لا يجب أن يكون
عبئا على اقتصادنا الوطني أو ذريعة لإبطاء الآلة الإنتاجية أو الخدمات العمومية
".
كما أكد الوزير أن "الصيام يجب أن يكون
حافز لنا للعمل أكثر وليس ذريعة لترك أماكن العمل أو عرقلة السير الحسن للإدارة أو
آلتنا الإنتاجية".