عمرو خالد.. هل يشعر بالرعب؟
يبدو أن الداعية الشهير عمرو خالد قد أرعبه المشهد
المصري الذي أعقب قيام العسكر بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى درجة الخوف من
اتخاذ موقف يحمل طابعا سياسي قد يجانب فيه الصواب، فيصبح عليه من النادمين، ولذلك
فضل أن يتخذ قرارا "خطيرا" يتمثل في اعتزال السياسة نهائيا، محتفظا
بآرائه السياسية لنفسه، مع التفرغ للعمل الدعوي الذي يبرع فيه واعتاد أن يحقق من
خلاله نجاحا جماهيريا باهرا.
وبينما تحظى "قصة الأندلس" التي يرويها عمرو
خالد تلفزيونيا في رمضان هذه السنة بمتابعة شعبية لابأس بها، كانت الآذان مشدودة
نحو فم الداعية الشهير، متطلعة إلى سماع موقفه من انقلاب العسكر على مرسي بعد
مظاهرات شعبية مناوئة له، ولكن يبدو أن عمرو خالد فضل النأي بنفسه عن "الفتنة
الخطيرة"، ربما خشية أن يخطئ في تقديم قراءة سليمة للوضع، وربما خشية أن يساء
فهمه، كما حصل مع شيوخ ودعاة آخرين، ولذلك فضل الهروب من فخ الفتنة باعتزال العمل
السياسي، وهو الذي أسس "حزب مصر" وكان يبدو من الطاكحين لبلوغ كرسي
الرئيس، فهل نجا عمرو خالد من فخ الفتنة باعتزال السياسة؟ وهل ذلك هو القرار
المناسب؟.. لا شك أن اعتزال السياسة أفضل في النهاية من اتخاذ قرارات سياسية خاطئة
تؤجج نيران الفتنة المتأججة أصلا، علما أن عمرو خالد ظل يدعو إلى نبذ الفرقة وحقن الدماء..
وليد عبد المنعم، المتحدث الرسمي لحزب مصر، قال إن عمرو
خالد قرر اعتزال السياسة والتفرغ التام لرسالته الإصلاحية والدعوية ولدوره
الاجتماعي والتنموى، مشيرًا إلى أنه تقدم باستقالته، من حزب مصر، وهي الاستقالة
التي وافق عليها المكتب السياسي للحزب برئاسة الدكتور أحمد جمال الدين المكلف
بمهام رئيس الحزب.
النص الكامل لاستقالة عمرو خالد
باسم الله الرحمن الرحيم
السادة أعضاء المكتب السياسي لحزب مصر المحترمين /
السادة الهيئة العليا لحزب مصر المحترمين /
السادة أعضاء حزب مصر المحترمين /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما كنت قد تقدمت بأكثر من مرة خلال العام الماضي باستقالتي من حزب
مصر وذلك بعد أن أعلنت في الصحف ووسائل الإعلام أكثر من مرة عن نيتي بالاستقالة من
رئاسة الحزب لعدة أسباب، وكنت أؤجل الاستقالة نزولاً عند رغبتكم.
وفي ضوء رؤيتي لدوري وقناعاتي أن رسالتي الإصلاحية والدعوية غير متناسبة
مع متطلبات العمل السياسي، فإني أؤكد على استقالتي هذه النهائية والتي لا رجوع
عنها، ولا يسعني إلا أن أشكر لكم تعاونكم معي خلال مسيرتي في حزب مصر.
د. عمرو خالد
17 – 7 -2013