ما هو آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
آخر ما نطق به النبي صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن يودع
الدنيا: (اللهم الرفيق الأعلى)...
وعلى ذلك بوّب البخاري في كتاب المغازي من صحيحه، باب:
آخر ما تكلم به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وساق حديث عَائِشَةَ ـ رضي الله
عنها ـ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
وَهُوَ صَحِيحٌ إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ
الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرَ فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ
عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ
اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى فَقُلْتُ إِذًا لا يَخْتَارُنَا وَعَرَفْتُ
أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ قَالَتْ فَكَانَتْ
آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى ٌ) رواه البخاري
(4463) ومسلم (2444)
وأما ما رواه أحمد (1691) من حديث أَبِي عُبَيْدَةَ
قَالَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ
الْعَرَبِ وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، صححه الألباني في الصحيحة برقم (1132) وما رواه أبو
داود (5156) وابن ماجه (2698) من حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ آخِرُ
كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ الصَّلاةَ
اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم) صححه الألباني في صحيح أبي داود،
ونحو ذلك من الأحاديث فالمراد بها أن ذلك من آخر ما تكلم به النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ، أو أن ذلك آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ـ من الذي كان يوصي به
أهله وأصحابه وولاة الأمور من بعده. فهذه الأحاديث آخريتها نسبية، وأما حديث عائشة
فآخريته مطلقة.
انظر فيض القدرير للمناوي (5/250-251).
فائدة: قال السهيلي: الحكمة من اختتام كلام المصطفى ـ
صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الكلمة (اللهم الرفيق الأعلى) كونها تتضمن التوحيد
والذكر بالقلب، حتى يستفاد منه الرخصة لغيره أنه لا يشترط أن يكون الذكر باللسان،
لأن بعض الناس قد يمنعه من النطق مانع، فلا يضره، إذا كان قلبه عامرا بالذكر.
نقله الحافظ في الفتح (8/138).