اللاجئون السوريون يعانون..
تتواصل معاناة الشعب السوري الشقيق
الذي يمر بواحدة من أحلك مراحل تاريخه، حتى بات المواطن السوري، بين قاتل أو
مقتول، وبين جريح أو لاجئ.. وإضافة إلى أزيد من مائة ألف قتيل، تحصي بعض المصادر
ملايين اللاجئين السوريين بالخارج، بينهم عدد غير قليل من اللاجئين في الجزائر
التي فتحت أحضانها منذ بداية الفتنة الدموية لأبناء سوريا الأشقاء، غير أن أوضاع
هؤلاء في الجزائر لا يمكن وصفها بالجيدة..
إنها المأساة التي تزداد مرارتها
في شهر رمضان الذي يتذكر فيه اللاجئون السوريون تلك اللمة العائلية التي باتت في
خبر كان، بعيدا عن الوطن.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها
السلطات الجزائرية، التي خصصت مخيما كاملا في سيدي فرج، ضواحي العاصمة، للاجئين
السوريين، إلا أن مشاهد السوريين الذين يمدون أيديهم في المساجد والشوارع، طالبين
صدقة من الجزائريين تكذب الصورة العامة التي تشير إلى أن اللاجئين السوريين في الجزائر
"على ما يرام".
وفي هذا السياق، ناشد العديد من
المشايخ والأئمة المواطنين الجزائريين بضرورة مد يد العون لإخوانهم السوريين،
وتجنيبهم مذلة التسول.
ورأى إمام مسجد حي ديار العافية
بالقبة في الجزائر العاصمة، أنه من المُذل أن يمد لاجئ مسلم قادم من سوريا يده في
شوارع بلد تنام ملاييره في "خزائن بلاد الكفار".
ودعا المتحدث الجزائريين إلى
التضامن بشدة مع أشقائهم السوريين الذين تكالب عليهم الظلمة، وشرّدتهم الظروف
والفتن، مشيرا إلى أنه لم يسبق لنا، في سنوات خلت، أن شاهدنا السوريين يتسولون في
شوارعنا، ما يعني أن الحاجة هي التي تدفعهم إلى ذلك، "لذلك ينبغي على
الجزائريين مساعدة إخوانهم القادمين من سوريا.. وهم ضيوف عندنا.. بكل السبل
الممكنة".
وبينما تتواصل معاناة كثير من
السوريين في الجزائر، أشاد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رالف
غرونيت، بالدور الذي تلعبه الجزائر في مجال التكفل باللاجئين والمضطرين عموما في
حالات الحروب والنزاعات.
وخلال تصريحات له بمناسبة الاحتفال
باليوم العالمي للاجئين أكد ذات المتحدث على أهمية تقديم الدعم والمساعدة للاجئين
عبر العالم الذين يشهد عددهم تزايدا مستمرا، مضيفا: "اننا نحتفل بهذا اليوم
العالمي سنويا لنذكر بأن اللاجئين بحاجة إلى مساعدتنا وإلى تفهمنا فهذا اليوم يمثل
بالنسبة للاجئين فرصة للتعبير عن انشغالاتهم".
وبعد أن ذكر بان عددهم في تزايد
مستمر هذه السنة بسبب الأزمة في سوريا ومالي أكد الممثل الأممي على ضرورة تقديم
العون والدعم اللازمين للاجئين، سواء أكانوا بمفردهم أم مع عائلاتهم.
وفي سياق ذي صلة، قالت ممثلة
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا كارول باتشيلور أن عدد اللاجئين السوريين في
دول الجوار قد يصل 3.5 مليون لاجئ بنهاية العام الجاري.
ونقلت صحيفة (ديلى نيوز) التركية
الصادرة عن باتشيلور قولها أن "عدد اللاجئين السوريين قد يصل الى اكثر من 3.5
مليون في المنطقة سيكون منهم ما يقرب من مليون في تركيا في حالة استمرار الازمة
السورية".