طارق السويدان.. والدولة المدنية
طالب الداعية الكويتي الشهير طارق السويدان، الإخوان
المسلمين والإسلاميين بحلّ تنظيماتهم، وترك العمل السياسي بشكل تام، والتفرغ
للدعوة والتربية داخل المجتمع، مشيرا إلى أن أهم الأخطاء التي وقع فيها بعضهم
تتجلى في كونهم لم يعتادوا بعد على الديموقراطية الحقيقية، "ولم يستوعبوا بعد
أن الإسلام لا ينتعش إلا في الدولة المدنية وليس الدينية".
وأوضح السويدان، في حوار أجرته معه جريدة
"الوطن" الكويتية، أن تنافس الإسلاميين مع الآخرين في السياسة ينعكس
سلبا على الدعوة الاسلامية وعلى العمل الخيري والإغاثي، "وهذا خطأ
جسيم"، مضيفا "لماذا نعتبر الإسلام حكرا على الإخوان المسلمين.. الإسلام
جاء للعالمين وليس للإخوان.. فليترك الإخوان السياسة للناس وليعلنوا حل الأحزاب التي
تمثلهم وليخرجوا من الساحة السياسية تماما"، مشددا على الأمر بالقول
"لابد أن يخرجوا من العمل السياسي ويتركوه لأهله السياسيين وفيهم الكثير من
الشرفاء والأنقياء والمتدينين الذين يحبون الإسلام مثلنا واكثر منا".
وبعد أن توقع السويدان ألا تستقر دول الربيع العربي بعد
5 إلى 13 سنة، "وفق الرؤية التاريخية"، يرى المفكر الإسلامي أن أهم
أخطاء الإخوان المسلمين تتجلى في أنهم لم يعتادوا بعد على الديموقراطية الحقيقية،
"وما زال بعضهم يتصور أن من ليس معي فهو ضدي"، إضافة إلى أن بعضهم لم
يستوعبوا بعد أن الإسلام لا ينتعش إلا في الدولة المدنية وليس الدينية..
وعبر صاحب مشروع "التغيير الحضاري"، عن رفضه
لوجود قُدسيّة للإسلاميين وفي "أن ينتخبهم الناس لأن شعارهم أو شكلهم
إسلامي"، مشيرا في الوقت نفسه أن من حق الإسلاميين أن يطرحوا مشروعهم وأن
تحاسبهم الشعوب على أطروحاتهم، "وبالتالي فأنا قد أصوت لشخص بلا لحية او
امرأة غير محجبة لأنهما يحملان فكرا صحيحا يخدم الأمة ومصالحها"، مضيفا
"لا يمكن وصف منهج الإسلاميين بأنه إسلامي، ولا وصف غيرهم بأنه غير
إسلامي"..
وأفصح مدير قناة الرسالة الفضائية، أنه يفتخر رغم ذلك
بانتمائه للإخوان المسلمين بالكويت، "نعم أنتمي إليهم لكن بطريقتي!"،
مشيرا أنه يتعرض لصدامات وهجوم قوي من طرفهم "لكنهم يتحملونني"، على
اعتبار طرحه لم يمكن وصفه بـ"ليبرالية متدينة"، التي يعاديها الإخوان
المسلمون، فيما استرسل الداعية الإسلامي بالقول إنه يسعى إلى عودة الإخوان
المسلمين إلى المنهج الفكري الوسطي للإسلام و"المنهج الأصيل للإخوان، كما هو
في أدبياتهم الأساسية".
من جهة أخرى، أكد طارق السويدان، زوج الداعية بثينة
الإبراهيم والأب لـ6 أبناء، أن كل الإسلاميين ممنوعون من دخول الإمارات،
"وحتى الداعية عمرو خالد لا يستطيع دخول الإمارات على الرغم من انه صاحب حزب
سياسي بعيد عن الإخوان"، بحجة ما أسماه "وهم كبير" لدى المسؤولين
في الإمارات بأن الإسلاميين يتآمرون ضدهم، خصوصا بعد ضبط الأمن الإماراتي لتنظيم
إخواني "يتآمر على الإمارات ويحاكم أمام القضاء".
ونفى السويدان، في الحوار ذاته، أن يكون قد راكم ثروات
هائلة في الكويت والخليج وتسخيرها لمشاريعه في الإخوان المسلمين، مُبديّا استعداده
للكشف عن أملاكه "وهي قليلة جداً بشرط أن يكشف من يهاجمني عن ثروته
كذلك"، كما شدد في الوقت ذاته على ضرورة التفريق بين ميزانية حركة الإخوان
المسلمين بمصر وبين التجار "الذين هم أحرار في اتخاذ القرارات التي يرونها
وفي التصرف بأموالهم".