ارتبطت مرحلة هامة من حياة الشاعر
السياسي المصري احمد فؤاد نجم الذي توفي يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 بالجزائر التي
حط بها في الثمانينيات وهي "قلعة للثوار"- فملأ الدنيا بأشعاره التي
حولها رفيق نضاله الملحن والمغني شيخ امام عيسى إلى اغاني ملتزمة تجاوزت قوتها
وتأثيرها قوة السلاح.
احتضنت الجزائر بصدر رحب الشاعر والمناضل والمعارض
السياسي نجم لعدة سنوات بعد خروجه من السجون المصرية ولقي فيها رفقة رفيق دربه
الشيخ إمام كل الترحاب والإحترام ففتحت أمامه الفضاءات للتواصل مع أوساط المثقفين
حيث كان له التأثيرالكبير فعشق الشباب خاصة طلاب الجامعات اشعاره ورددوا بحفاوة أغانيه
الثورية.
ويحتفظ الشاعر نجم الشهير بالفاجومي بذكريات
جميلة عن اقامته بالجزائر حيث كانت له صداقات كثيرة في وسط المثقفين والفنانين
وتزوج لفترة من الممثلة والمخرجة المسرحية صونيا.
ففي أكثر من مناسبة صرح الشاعرالملتزم عن علاقته
بالجزائر قائلا "للجزائر في وجداني وقع خاص فهي قطعة من قلبي ولي فيها ذكريات
رائعة لا تنسى".
ووصف الراحل في تصريحات صحفية عند عودته للجزائر
في 2009 بعد ربع قرن من الغياب الحدث ب"الولادة الجديدة "مضيفا
"كأنني خارج للتو من المعتقل وقادم إلى حضن من أحب بشوق كبير".
وعلى إثر خبر وفاة الشاعر الذي رحل عن عمر يناهز
84 عاما اعرب بعض المثقفين الجزائريين من أدباء وممثلين ومسرحيين عن تأثرهم الكبير
بفقدان "شخصية ملتزمة من هذا الحجم" ناضلت طيلة حياتها من أجل الكرامة
والكلمة الحرة.
وبتأثر بليغ اعتبر الروائي أمين الزاوي أن
الراحل "الذي احب الجزائر بطريقة عجيبة علم الكثيرين كيفية الربط بين
النضالين الفني والسياسي رغم الحساسيات"، مضيفا "لقد أخذنا منه صورة
المثقف الملتزم البعيد عن برجه العاجي (...) المثقف الذي يجمع ما بين الأحلام
والنصوص والواقع فلا أدب من دون سلوك سياسي واجتماعي وهذا كان درسه الكبير".
وأشاد من جهته الممثل والمسرحي عبد الحميد رابية
بنضال الراحل في سبيل الحرية مذكرا في نفس الوقت بإقامته بالجزائرفي الثمانينيات
رفقة الشيخ إمام.
وعن رحيل أحمد نجم دائما اعرب الممثل سعيد حلمي
عن حزنه لفقدان هذه "الشخصية ذات الثقافة الكبيرة" مؤكدا أن وفاة
الشاعرالمصري "خسارة كبيرة للساحة الثقافية العربية" وهو ماذهب إليه
أيضا الممثل والمسرحي زاهير بوزرار الذي ذكر بمباديء الرجل ومناقبه وثقافته
الواسعة : "كان إنسانا يعيش بجرح مفتوح ترك بصماته في الشعروالغناء من خلال
التزاماته وقناعاته التي بقي وفيا لها إلى آخرلحظة من عمره" يشدد المسرحي.
"..أنا ضد الأنظمة"
ويعتبر الشاعر أحد ثوار الكلمة
واسما بارزا في الفن والشعر العربي حيث تمكن من تطويع الكلمة الجميلة لخدمة
القضايا العادلة محليا وعربيا محولا الشعر من البلاط والقصور والمحافل إلى ساحة
معركة الفقراء والمضطهدين مشهرا قصيدته في وجه الطغاة مما عرضه للسجن عدة مرات
بسبب مواقفه من الحكومات المتعاقبة وخلافاته السياسية مع كبارالمسؤولين في مصر.
ولم يثنه ثقل السنين والمرض من مواصلة نضاله
متمسكا بعقيدته وأفكاره اليسارية فكان أحد أبرزالمشاركين والداعين "لثورة 25
يناير" وقد تنبأ مؤخرا بقيام "ثورة ثالثة في بلاده خلال الشهرين".
وتستمد اشعار نجم قوتها من كونها تتحدث عن
الواقع وعن هموم واحلام بسطاء الناس لكنها تحمل في نفس الوقت رسائل ذات ابعاد
نضالية وسياسية حيث قال النقاد ان اعماله شهادة لصاحبها علي العصر الذي عاش فيه
خاصة ذلك المشروع الغنائي الذي حققه مع رفيق دربه ونضاله الشيخ أمام والتي اصبحت
وبمثابة تأريخ وارشفة لكل الإحداث الهامة التي عايشتها مصر.
وكان الشاعرمقتنعا بما قدم وبموهبته حيث قال
"أعرف جيدا أنني شاعرعظيم أثرت في وجدان أمتي وواكبت كل الانتكاسات ولا علاقة
لي بالنظام فأنا ضد الأنظمة".
--------
آخر كلمات نجم..
"ابقوا قولوا للإخوان تصوت ع
الدستور بنعم عشان يدخلوا الجنة"، بتلك التغريدة، التي تحمل السخرية من جماعة
"الإخوان المسلمين"، ودع الشاعر أحمد فؤاد نجم، متابعيه عبر حسابه على
موقع "تويتر"، قبل يوم واحد من وفاته.
وحملت تعليقات
"الفاجومي" الذي كان من أشد المؤيدين للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير
الدفاع عقب إطاحته بالرئيس محمد مرسي، انتقادات لاذعة للإسلاميين، ففي 25 نوفمبر،
كتب في تغريدة "سينتهي الجهاد في عقول التكفيريين عندما, يقتعنون بأن النصف
السفلي للحورية سمكة"، وقبل ذلك بيوم كتب "من لَا يملك علمًا، ولَا فنآ.
. ؛ ليس أمامه إلاّ أن يكون من المتديّنين".
ولعل هذا ما يفسر
"شماتة" المنتمين لـ "الإخوان المسلمين" في وفاته عبر صفحات
مواقع التواصل الاجتماعي"، إذ كتب أحد النشطاء "وان بطش ربك لشديد ....
يا تري هتعمل ايه في القبر لوحدك".
وقال أحد النشطاء رغم كرهم له
فقالوا "ربنا يسامحه لا يجوز عليه غير الرحمة، انا بكره البنى أدم دا بس
هنقول ايه الله يرحمه" الله يرحمه لا يجوز عليه الا الرحمة وهو بين ايادى
الله وكلنا حندخل الجنة ان شاء الله برحمة ربنا - احترموا حرمة الموتى يا خونة،
"لاشماته فى الموت ولا شفاعة عند الحد"..