-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

يحدث في الجزائر.. خير كثير وشر كثير



ـ الشيخ. ب ـ
غريب أمر المجتمع الجزائري.. فيه خير كثير يُبهج القلب.. وفيه أيضا شر كثير يُغضب الرب.. فحين تتابع قوافل المتضامنين والخّيرين من المتصدقين والصائمين والقائمين والركع السجود تشعر بأنك في بلد رائع جدا يسير أبناؤه على خطى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار الأخيار، ولكن حين تطالع أخبار الجرائم وقضايا الفساد والإفساد بشتى أشكاله تتساءل عنت ماذا بقي من الإسلام في الجزائر!
مساجد تمتلئ عن آخرها خلال صلاة الجمعة ويصلي كثيرون في الشوارع بسبب كثرة الوافدين على بيوت الرحمان.. وفي المقابل جرائم يندى لها الجبين، وتبكي لها العيون وتتقطع نتيجتها الأوصال والقلوب..
قبل أيام أعلنت خلية الاتصال لمصالح الشرطة القضائية لولاية الجزائر عن فك مطلع شهر أفريل خيوط جريمتين شنيعتين ـ تؤكدان المأساة الأخلاقية التي نعيشها ـ ارتكبتا بالجزائر العاصمة من طرف شخص واحد ما بين 2008 ومارس 2014.
وحسب المكلف بالاتصال أن مصالح التحريات للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر فقد ارتكب القاتل جريمته الأولى سنة 2008 والثانية يوم 28 مارس الماضي حيث كان على معرفة بضحاياه "و قام بتقطيع جسد أحد الضحيتين الى أطراف".. صدق أولا تصدق، الأمر لا يتعلق بفيلم من افلام الرعب الهوليوودية الزاخرة بالخيال، بل بجريمتين وقعتا في الجزائر.
وقد انكشفت خيوط هذه القضية بعد الإعلان الذي تقدم به أهل الضحية الثانية بخصوص اختفائها بتاريخ 28 مارس الماضي مما أدى إلى الشروع في عمليات البحث و التحريات للمصالح المعنية. وقادت التحريات التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية لولاية الجزائر نحو المكان الدقيق للشخص المبحوث عنه. وقال المصدر نفسه أن "مصالحنا اتجهت فورا إلى أحد أصدقاء الشخص المختفي والذي كان آخر شخص التقى به ليتم فورا الاشتباه فيه بارتكابه هذه الجريمة".
 ويضيف المصدر ذاته أن القاتل والضحية "تربطهما صداقة قديمة وكانا قد قضيا السهرة معا وبعد شجار نشب بينهما تم قتل الضحية بعين المكان".
 وكان المشهد رهيبا حيث قام المجرم بقتل ضحيته "ليقوم بعدها بتقطيع الجسد الى أطراف وضعها داخل أكياس محكمة وبعدها قام بحرق هذه الأطراف في براميل معدنية ورميها في مفرغة تقع شرق العاصمة بالرويبة".  وقد سمحت التحريات بالتأكد من أن المجرم قتل ضحيتيه بكل برودة أعصاب. كما سمحت التحريات بفك لغز جريمة أخرى ارتكبت في نفس الظروف بمنطقة حسين داي في سنة 2008 من فعل نفس المجرم وبـ"نفس الطريقة".
 وقد تم توقيف القاتل ووضعه رهن الحبس، ولكن كم من قاتل آخر حر طليق يبحث عن ضحيته القادمة؟.. وهل من حل أخلاقي ـ قبل الحل الأمني ـ لهذه المأساة التي تجعل الجزائري المسلم يقتل أخيه الجزائري المسلم بكل برودة دم، ولا يكتفي بذلك بل يقطع جثته..؟
لا حول ولا قوة إلا بالله..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020