في
قطر، الدولة الصغيرة جدا، والمؤثرة كثيرا، بدأت حملة تحت شعار "أظهر
احترامك" تطالب السياح والمقيمين الأجانب بالحرص على احترام قواعد اللباس في
البلاد، وتطلب الحملة من السائح أو المقيم في قطر أن يرتدي الملابس المحتشمة.
ووفقا
لملصق نشر فحواه المبادرون بالحملة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"
"Reflect_Respect" فإن
الهدف الأول لحملة "أظهر احترامك" هو إقناع النساء بتجنب ارتداء الملابس
الضيقة أو القصيرة أو الشفافة "مثل التنانير القصيرة والفساتين بلا
أكمام."
ويقول
أصحاب الحملة مخاطبين الأجانب: "إذا كنت في قطر، فأنت واحد منا، ساعدونا على
الحفاظ على الثقافة والقيم في قطر. يرجى ارتداء ملابس محتشمة في الأماكن العامة
".
ووفقا للصحافة القطرية، سيتم
إطلاق الحملة رسميا في العشرين من شهر جوان الجاري من قبل مجموعة من النساء القطريات
اللواتي يردن حماية القيم الاجتماعية في البلاد من خلال "تعزيز الاحتشام في
جميع الأماكن العامة ومنع السلوك غير الأخلاقي".
وقوبلت الحملة بردود فعل مشجعة،
وقال أحد المعلقين: "أتمنى أن تلهم هذه الحملة جميع الأشخاص الذين هم على وشك
استبدال ثقافتهم، أنا فخور بمساندة قطر"، وشاركه بالرأي شخص آخر قائلا، "لما
نشوف الشباب نفسهم هم اللي يصلحون في المجتمع نحمد الله على نعمة الجيل الواعي
الجديد".
هذا في قطر.. حيث صنع المال
الوفير، والتخطيط الجيد دولة متطورة، رغم بعض مظاهر البداوة، وكيانا سياسيا مؤثرا
رغم ديكتاتورية العائلة الحاكمة، وفساد بعض أفرادها..
قطر التي يتجاوز عدد الأجانب
المقيمين بها عدد أبنائها الأصليين.. ولا غرابة أن تطغى مظاهر العري في عاصمتها
على مظاهر الاحتشام، ولذلك جاءت هذه المبادرة التي تستحق كل إشادة وتأييد..
وما أحوجنا في الجزائر ـ التي
قد لا يتجاوز عدد الأجانب الـ1 بالمائة من إجمالي السكان المقيمين فيها ـ إلى مثل
هذه المبادرة في وجه "حملات العري والإفساد الممنهج" الذي يشترك فيه عدد
كبير من أفراد المجتمع، مرة بحجة الحرّ الشديد، ومرات باسم الحرية الشخصية، ومرات
أخرى باسم الموضة وأشياء أخرى..
قد يكون من العبث أن تدعو
جزائريا لاحترام أخيه الجزائري، في ظل تكريس عقلية "دز معاهم"، ولكن هذا
لا يغني عن ضرورة المحاولة.. محاولة دعوة بعضنا لاحترام بعضنا، وقبل ذلك احترام
ديننا.. وضرورة وواجب الحث على مكارم الأخلاق والنهي عن المنكر..
المنكر الذي لا يتوقف عند حدود
شرب الخمر والزنا والسحر والشعوذة والتطفيف في الميزان وترك الصلاة والاعتداء على
الأشخاص والممتلكات وعقوق الوالدين، وغيرها من الأمور المنكرة، بل يصل أيضا إلى
الكلام الفاحش واللباس المحرّم، سواء للرجل أو المرأة..
ما أحوجنا إلى أن تُدرك المرأة
أن لباسها يدخل في خانة العبادة التي تؤجر على أدائها وتؤثم على تركها، قد تتغير
أمور كثيرة.. وما أحوجنا إلى أن تعود الحشمة إلى شوارعنا وبيوتنا.. فتعود البركة
إلى حياتنا وتختفي كثير من المنكرات والموبقات..
نسأل الله العفو والعافية
والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة..
الشيخ. ب