-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

هكذا أوصى الشيخ عبد الحميد بن باديس الجزائريين

نتشرف دوما بالمسير في بساتين فكر شيخ علماء الجزائر عبد الحميد بن باديس، لنقطف بعض الورود الفكرية العطرة التي يبقى أريجها زكيا بعد عشرات السنين من رحيله المادي عنا.. إذ يرحل الجسد ويبقى الفكر والأثر..
وننشر هنا جزءا من نص كتبه الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله في "الشهاب" صيف سنة 1926 ـ أي قبل 88 سنة من الآن ـ وقد كانت يومئذ جريدة ولما تتحول بعد إلى مجلة.. وقد أراده الشيخ نصائح لاشك أننا ما زلنا إلى يوم الناس هذا في أمس الحاجة إلى مثلها...
قال الشيخ عبد الحميد رحمه الله في وصاياه للمسلمين عامة.. وللجزائريين خاصة إبان الاستدمار الصليبي الفرنسي، ما نصه:
هاك وصايا نافعة مختصر على وجه الإجمال، وسنعيدها عليك مختصر على وجه التفصيل.. هاك آدابا تقتضيها إنسانيك ويفرضها عليك دينك وتستدعيها مصلحتك في هذه الحياة... هاك ما إن تمسك به كنت إنسان المدينة ورجل السياسة وسيدا حقيقيا يُرمق من كل أحد بعين الاحترام والتعظيم.
- حــافظ على صحتك فهي أساس سعادتك وشرط قيامك بالأعمال النافعة لنفسك ولغيرك، تجنب العــفونة فإنها مصدر جراثيم الأمراض، ومثار نفور وبُغضٍ لطلعتك، ومجلبة سب لجنسك ولدينك الشريف البريء منك في مثل هذه الحال.
- نظف بدنك، نظف ثوبك، تبعث الخفة والنشاط في نفسك وتنبل في عين غيرك وتجلبه إلى الاستئناس بمعاشرتك.
- قِ {فعل أمر من الوقاية} أهلك وولدك ومن إلى رعايتك مما تقي منه نفسك، وسيرهم على نظام صحي وقانون أدبي تكفل سعادة وهناء عائلتك، ورخاء عيشك، وهدوء بالك، حافظ على عقلك فهو النور الإلهي الذي مُنحته لتهتدي إلى طريق السعادة في حياتك.
- فاحذر كل "مُتَعَيْلِمٍ" يزهدك في علم من العلوم، فإن العلوم كلها أثمرتها العقول لخدمة الإنسانية ودعا إليها القرآن بالآيات الصريحة، وخدم علماء الإسلام بالتحسين والاستنباط ما عرف منها في عهد مدنيتهم الشرقية أو الغربية، حتى اعترف بأستاذيتهم علماء أوربا اليوم.
- واحذر كل " مُتَرَيبطٍ " يريد أن يقف بينك وبين ربك، ويسيطر على عقلك وقلبك وجسمك ومالك بقوة، ويزعم التصرف بها في الكون، فربك يقول لك إذا سئلت عنه:
{فإني قريب}....ويقول لك: { ألا له الخلق والأمر} وأن الأولياء الصالحين بعيدون عن كل تظاهر ودعوى..متحلون بالزهد والتواضع والتقوى، يعرفهم المؤمن بنور الإيمان وبهذا الميزان، واحذر من دجال يتاجر بالرقى والطلاسم، ويتخذ آيات القرآن وأسماء الرحمن هزؤا؛ يستعملونها في التمويه والتضليل، و"القيادة" والتفريق، ويرفقونها بعقاقير سمية فيهلكون العقول والأبدان.
- حافظ على مالك فهو قوام أعمالك، فاسلك كل سبيل مشروع لتحصيله وتنميته، واطرق كل باب خير لبذله.
- واحذر بالوعة "المضاربات" الربوية في معاملاتك، وعن مسارب السرف في جميع ملذاتك، إذا كانت من المباحات، ودع إذا ما كانت من المحرمات.
- حافظ على حياتك، ولا حياة لك إلا بحياة قومك ووطنك ودينك ولغتك وجميل عاداتك، وإذا أردت الحياة لهذا كله، فكن ابن وقتك تسير مع العصر الذي أنت فيه بما يناسبه من أسباب الحياة وطرق المعاشرة والتعامل.
- كن عصريا في فكرك، وفي عملك وفي تجارتك وفي صناعتك وفي فلاحتك وفي تمدنك ورقيك، كن صادقا في معاملاتك بقولك وفعلك.
- احذر الخيانة: الخيانة المادية في النفوس والأعراض والأموال، والخيانة الأدبية ببيع الخدمة والشرف والضمير.
- احذر من التوحش فإن المتوحش في عصر المدنية محكوم عليه طبيعيا بالتناقص ثم الفناء والاضمحلال والاندثار، كما فنيت جميع الأمم المتباعدة عن التمدن والرقي.

كن أخا إنسانيا لكل جنس من أجناس البشر وخصوصا ابن جلدتك المتجنس بجنسية أخرى فهو أخوك في الدم الأصلي على كل حال..كن محسنا لكل أحد من كل جنس ودين..فدينك الشريف يأمرك بالإحـسان.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020