غادرنا الرئيس
الراحل هواري بومدين "رسميا"، قبل 36 سنة من الآن، يوم 27 ديسمبر 1978، وقد
تجمعت قرائن ومعطيات مختلفة لتثبت حقيقة باتت اليوم شبه مؤكدة، تقول أن وفاة لم
تكن طبيعية، ولم يكن سببها ذلك المرض الغامض الذي قيل أنه أصيب به، وإنما كانت
نتيجة عملية اغتيال تقف جهات خارجية معادية للجزائر وراءها، وتم تنفيذها باستخدام
سم الثاليوم، وهي المعلومات التي أكدها أكثر من مصدر، ويمكن الوقوف عند مصدرين
يبدوان موثوقين ومطلعين هنا، ويتعلق الأمر بكل من حامد الجبوري، وزير الخارجية
العراق الأسبق، ونايف حواتمة زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
حامد الجبوري وزير
الشؤون الخارجية والثقافة والإعلام في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كشف
حقائق مثيرة تتعلق بالرحيل الغامض للرئيس بومدين، وأورد قرائن تؤكد أن هذا الأخير
يكون قد مات مقتولا بسُم الثاليوم.
وذكر الجبوري قبل
بضع سنوات أنه التقى الوزير الجزائري الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي حينها وعرف منه
أعراض مرض موت الرئيس بومدين، التي لخصها في النحول الشديد حتى أصبح الرئيس
الجزائري شبحا على حد تعبيره وتساقط شعر الرأس وحتى شعر الحاجبين والأشفار، الأمر
الذي حيّر الأطباء الروس والفرنسيين والروس على حد سواء ولم يجدوا له تفسيرا حسب
الجبوري، واستنادا إلى شهادات سابقة أيضا تحدثت عن حيرة طبية أمام الحالة المرضية
الغريبة والنادرة للرئيس الراحل.
ولم تتوقف شهادة
الجبوري، الذي بدا مهتما للغاية بالموضوع، ومطلعا بعض الشيء، عند حدود نقل ما سمعه
من وزير تربية حكومة بومدين الإبراهيمي، وإنما أضاف معطيات مثيرة للقضية حينما كشف
أنه اطلع بنفسه على حالتين مماثلتين لحالة الرئيس بومدين، وهما لمريضين عراقيين
قال وزير خارجية صدام أنهما واجها أعراضا مرضية مطابقة تماما للأعراض التي سمع
الجبوري من الإبراهيمي أنها أصابت هواري بومدين قبيل وفاته.
ظروف وفاة بومدين شبيهة بظروف رحيل عرفات
من جهته، شبّه
الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة ظروف وفاة الرئيس
الفلسطيني السابق ياسر عرفات بظروف "رحيل" الرئيس الجزائري الأسبق هواري
بومدين، وأكد أن هذا الأخير قد مات مسموما، وذلك في سياق مطالبته بتشريح جثة عرفات
وتشكيل لجنة طبية وأمنية للتحقيق في ظروف وفاته..
وقال حواتمة في
تصريح صحفي أدلى به قبل فترة لـ"أخبار اليوم": "أعرف أن الرئيس
الأسبق للجزائر هواري بومدين مات مسموما بنفس طريقة موت عرفات"، وحسبه، لم
يكن بالإمكان إنقاذ بومدين، فقد تم الكشف عن الأمر "وهو في طور التدهور أي في
وضع المسموم وهو حي قبل أن يصاب بالغيبوبة"، موضحا أنه "تم إبلاغ عدد من
المسؤولين الجزائريين بذلك"، دون أن يقدم تفاصيل أخرى بشأن "من أبلغ من
حول من"، حيث أبقى الغموض قائما حول الجهة التي أبلغت المسؤولين الجزائريين
حول تسمم بومدين، وأسماء أو مستوى وطبيعة مسؤولية المسؤولين الجزائريين الذين
أبلغتهم تلك "الجهة" بأنه قد تم تسميم الرئيس بومدين وكذا الجهة أو
الجهات التي وقفت وراء عملية التسميم.
وإذا كانت تصريحات
حواتمة الداعمة لفرضية "تسميم عرفات" لم تأت تقريبا بأي جديد في القضية،
خصوصا وأن الجدل لم يتوقف منذ رحيل "أبو عمار"، ولعل "العنصر
الجديد" الوحيد في هذه التصريحات هو الإشارة إلى سبب وفاة الرئيس الجزائري
الأسبق، وهي التصريحات التي من المنتظر أن تعيد -قصدا أو عن غير قصد- فتح النقاش
حول ملف وفاة هواري بومدين، الذي تضاربت الفرضيات بشأن أسباب وكيفية رحيله، الذي
تم الإعلان الرسمي عنه يوم 27 ديسمبر 1978، وكانت فرضية التسميم إحداها.
ما الذي قتل بومدين؟
هذا هو السؤال الذي طرحته قناة
الجزيرة الوثائقية القطرية في ختام فيلمها الوثائقي المتميز الذي أنجزته عن ثاني
رؤساء الجزائر المستقلة الراحل هواري بومدين، وبثته قبل أسابيع قليلة على مدار
ساعتين من الزمن.
وبعد أن استعرضت المسار النضالي
والسياسي لـ"محمد بوخروبة"، وجمعت شهادات عدد من السياسيين والباحثين،
توصلت "الجزيرة الوثائقية" إلى تشابه التقريرين الطبيين للرئيسين
الراحلين الجزائري هواري بومدين والفلسطيني ياسر عرفات، وهو ما يؤكد فرضية تعرضهما
للتسميم التي لم يستبعدها وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي الذي أقر
أنها فرضية واردة جدا، ليتساءل معدو الفيلم المعنون بـ"هواري بومدين.. ثائر
يبني دولة" في النهاية "ما الذي قتل بومدين؟"، بينما يواصل
الجزائريون طرح التساؤل التقليدي: "من قتل بومدين؟".. وربما سنعرف من
قتله حين نعرف ما الذي قتله، أو لماذا قُتل..
ماذا قال بومدين لسفير أمريكا في لحظة غضب؟
من الصعب جدا أن
يعبر أي رئيس عربي اليوم، مهما كانت شجاعته، عن مجرد غضبه في حضرة أي مسؤول أمريكي
رفيع المستوى، فأمريكا التي تحكم العالم اليوم ظلت تثير الرعب في قلوب غالبية
الحكام العرب منذ عشرات السنين، ولكن هل كان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين
أحد هؤلاء؟ وماذا قال لسفير الولايات المتحدة الأمريكية في لحظة غضب؟
في مساء يوم 5 جوان
1967 اتصل جمال عبد الناصر ببومدين هاتفيا ليقول له "لم يبق عندي طائرة واحدة
سليمة أرجو أن ترسل لي بعض الطائرات" فأجابه بومدين على الفور: "كل ما
تملكه الجزائر سبع وأربعون طائرة حربية أرسل طيارين مصريين لاستلامها لأن الطيارين
الجزائريين في بداية تدريباتهم".
وفي الغد طلب السفير
الأمريكي بالجزائر مقابلة الرئيس بومدين لتبليغه رسالة من الرئيس الأمريكي،
واستقبل من قبل بومدين فورا فقال سفير أمريكا: "كلفني الرئيس الأمريكي بأن
أنقل إليكم بأن حكومته لا تنظر بعين الارتياح لإرسال الجزائر للطائرات الحربية إلى
عبد الناصر"، فأجاب بومدين بنبرة غاضبة على الفور: "أولا انتهى ذاك
الزمن الذي كانت فيه أمريكا تأمر والبلدان الصغيرة تطيع، وثانيا انتهى وقت
المقابلة".
الله يرحمك الرئيس الراحل هواري بومدين الرجل الدي ليس له مثيل في العالم
ردحذفرحم الله الرئيس هواري بومدين فقد كان أبا للمستضعفين قبل أن يكون رئيسا الجزائريين
ردحذفباراكا من لكذوب على الأموات... كذبوا غير على الأحياء... واتركوا الأموات في حالهم...
ردحذفزار العراق وبعدها زار سوريا وبدت عليه اثار المرض رحمه الله.....يعتقد ان صدام حسين رحمه الله دس له السم رحمهم الله
ردحذف