دَعْ عَنكَ لَوْميْ وَ أعزفْ عَنْ مَلامَاتيْ | إنيْ هَويتُ سَريعاً مِنْ مُعَانَاتيْ |
|
|
|
|
أنَا لَمِنْ طِينَةٍ وَ اللهُ أودَعَهَا | رُوحَاً تَرِفُ بهَا عَذبُ المُناجَاةِ |
دَعِ العِقَابَ وَ لا تَعْذلْ بِفَاتِنَةٍ | مَا كَانَ قَلبِيْ نَحيتٌ من حِجَارَاتِ |
إنيْ بِغَيْرِ الهوى أخشابُ يابسةٌ | اني بغيرِ الهَوَى اشباهُ أمواتِ |
إني لَفيْ بَلدةٍ أمسَى بسيرها | ثَوبُ الشَريعةِ في مخرق عاداتي |
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا | فيها يعد الهوى كبرى الخطيئاتِ |
نبض القلوب مورق عن قداستها | تسمع فيها أحاديث أقوال الخرافاتِ |
عبارةٌ عُلِقَتْ في كل منعطفٍ | أعوذ بالله من تلك الحماقات |
عشقُ البناتِ حرامٌ في مدينتنا | عشق البناتِ طريقٌ للغواياتِ |
اياك أن تلتقي يوما بأمرأةٍ | اياك اياك أن تغري الحبيباتِ |
ان الصبابةَ عارٌ في مدينتنا | فكيف لو كان حبي للأميراتِ؟ |
سمراءُ ما كان حزنيْ عُمراً أبددُهُ | ولكني عاشق ٌو الحبُ مأساتيْ |
الصبح أهدى الى لأزهارِ قبلتَهُ | و العلقمُ المرقدُ أمسى بكاساتيْ |
يا قبلةُ الحبِ يا من جئت أنشدُها | شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي |
ذوت أزهار روحي و هي يابسة | ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي |
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي | واستسلمت لرياح اليأس راياتي |
جفت على بابك الموصود أزمنتي | ليلى وما أثمرت شيئا نداءاتي |
أنا الذي ضاع لي عامان من عمري | و باركت وهمي و صدقت افتراضاتي |
عامان ما لاف لي لحن على وتر | و لا استفاقت على نور سماواتي |
اعتق الحب في قلبي و أعصره | فأرشف الهم في مغبر كاساتي |
و أودع الورد أتعابي و أزرعه | فيورق شوكا ينمو في حشاشاتِ |
ما ضر لو عانق النيروز غاباتي | أو صافح الظل أوراقي الحزيناتِ |
ما ضر لو أن كف منك جاءتنا | بحقد تنفض اّلامي المريراتِ |
سنينٌ تسعٌ مضتْ و الأحزانُ تسحقُنيْ | و مِتُ حتى تناستني صباباتيْ |
تسعٌ على مركبِ الأشواقِ في سفرٍ | و الريح تعصف في عنفٍ شراعاتِ |
طال انتظاري متى كركوك تفتح لي | دربا اليها فأطفي نار اّهاتي |
متى ستوصلني كركوك قافلتي | متى ترفرف يا عشاق راياتي |
غدا سأذبح أحزاني و أدفنها | غدا سأطلق أنغامي الضحوكاتِ |
ولكن نعتني للعشاق قاتلتي | اذا أعقبت فرحي شلال حيراتِ |
فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا | أمضي البوادي و اسماري قصيداتي |
ممزق أنا لا جاه و لا ترف | يغريك فيّ فخليني لآهاتي |
لو تعصرين سنين العمر أكملها | لسال منها نزيف من جراحاتي |
كل القناديل عذبٌ نورُها | وأنا تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي |
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي... | ولكن عسر الحال مأساتي |
فليمضغ اليأس آمالي التي يبست | و ليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي |
أمشي و أضحك يا ليلى مكابرةً | علي أخبي عن الناس احتضاراتيْ |
لا الناسُ تعرف ما خطبي فتعذرني | و لا سبيل لديهم في مواساتيْ |
لامو أفتتاني بزرقاء العيون | ولو رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاناتي |
لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها | ما أختاره الله لون للسماواتِ |
يرسو بجفني حرمان يمص دمي | و يستبيح اذا شاء ابتساماتي |
عندي أحاديث حزن كيف أسطرها | تضيق ذرعا بي أو في عباراتي |
ينزلُ من حرقتي الدمع فأسألهُ | لمن أبث تباريحي المريضاتِ |
معذورةٌ انتِ ان أجهضتِ لي أمليْ | لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي |
أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ | و جئت أبحث في عينيك عن ذاتيْ |
و جئت أحضانك الخضراء منتشياً | كالطفل أحمل أحلامي البريئاتِ |
أتيت أحمل في كفي أغنيةً | أجترها كلما طالت مسافاتيْ |
حتى اذا انبلجت عيناك في أفقٍ | و طرز الفجرُ أياميْ الكئيباتِ |
غرست كفك تجتثين أوردتيْ | وتسحقين بلا رفق مسراتيْ |
واغربتاه...مضاعٌ هاجرتْ سفني عني | وما أبحرت منها شراعاتيْ |
نفيتُ وأستوطنَ الأغرابُ في بلديْ | ومزقوا كل أشيائي الحبيباتِ |
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ و في كذبٍ؟ | أم غرك البهرج الخداع ..مولاتي؟ |
توغلي يا رماحَ الحقدِ في جسدي | ومزقي ما تبقى من حشاشاتي |
فراشةٌ جئتُ ألقي كحل أجنحتي | لديك فأحترقت ظلماً جناحاتي |
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي | والغدر حطم امالي العريضاتِ |
هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟ | و هل ستشرق عن صبح وجناتي؟ |
ها أنت ايضا كيف السبيل الى أهلي؟ | ودونهم قفر المفازات |
كتبت في كوكب المريخ لافتةً | أشكو بها الطائر المحزون اهاتي |
وأنت أيضا ألا تبتْ يداكِ | اذا اثرت قتلي واستعذبت أناتي |
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي | إذا ستمسي بلا ليلى حكاياتي |