أكد
البروفيسور سليمان بن عزيز أن الأمير عبد القادر لم ينخرط يوما في الماسونية مثلما
تناقلته بعض الكتابات، مؤكدا بأن كبرى"محافل فرنسا والشرق الأكبر" حاولت
استغلال الرسائل التي تبادلتها مع هذه الشخصية لصالحها.
وأوضح السيد بن عزيز خلال ندوة
صحفية نشطها يوم الخميس 29 جانفي 2015 حول هذا الموضوع أن العلاقة بين الأمير عبد
القادر والماسونية التي لا تزال تثير الجدل إلى يومنا هذا غذت العديد من التأويلات
في حين أن البعد الإنساني لهذه الشخصية الفذة "يتعدى" ما كان يروج له
هذا المجتمع السري.
وأوضح المحاضر أن "محفل هنري الرابع"
تحديدا هو الذي حاول استمالة الأمير عبد القادر الذي يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية
الحديثة ملمحا للرسائل التي كان يتبادلها مع هذا الأخير.
وبعد تكذيبه لبعض المؤلفات على غرار مؤلف برونو
ايتيان الذي شهد بأن الأمير عبد القادر انخرط عن بعد بفضل المحفل السابق ذكره أوضح
البروفيسور بن عزيز أن "تقاليد الماسونية لم تكن لتقبل بأي انخراط عن
بعد".
واسترسل قائلا أنه في "الفاتح يونيو 1864
كان الأمير لا يزال متواجدا بالمنفى في سوريا فكيف يعقل أن ينخرط في
الماسونية" نافيا انخراط هذه الشخصية التاريخية في "محفل
الاسكندرية" مثلما تناقلته أيضا العديد من المؤلفات.
وأوضح السيد بن عزيز أنه "بالنظر إلى
أخلاقه السامية كان الأمير يرد على جميع الكتابات التي كان يتلقاها بما فيها تلك
القادمة من الماسونيين" مفندا زيارة الأمير لـ"محفل هنري الرابع"
خلال نفس السنة (1864) عندما توجه إلى باريس لحضور المعرض العالمي.
وقال أنه من خلال إنقاذ 12.000 مسيحي من الموت
بدمشق منذ 1855 لم يقم الأمير عبد القادر بذلك بدافع قيم الماسونية وإنما قيم
"الإنسانية والتسامح".
ولدى تطرقه إلى مسألة استسلام الأمير عبد القادر
في 1847 وهو موضوع آخر مثير للجدل دافع المحاضر عن الأطروحة القائلة بأن هذا
المسعى أملاه "حرص الحفاظ على حياة آلاف الجزائريين".
وأوضح أن "أزيد من 80 بالمائة من أفراد
الشعب الجزائري قد تعرضوا للإبادة من قبل أكبر قوة مسلحة استعمارية آنذاك"
مشيرا إلى إرادة الأمير في "عدم التواطؤ في إبادة" الجزائريين.
للإشارة، فقد شغل سليمان بن
عزيز الأستاذ بالمدرسة العليا للصحافة (الجزائر العاصمة) عدة مناصب بالإدارة ووسائل
الإعلام والنشر وكجامعي.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف